نشر الكاتب الإسرائيلي آفي أشكنازي مقالاً في صحيفة معاريف العبرية بعنوان "ليس بسبب حزب الله أو إيران: إسرائيل تتجه إلى الهاوية بسبب الغباء"، اعتبر فيه أنّ الخطر الأكبر الذي يهدد إسرائيل اليوم ليس خارجياً بل نابع من داخلها.
وأوضح أشكنازي أنّ إسرائيل تسير نحو الانهيار نتيجة "الغباء والكراهية التي تفتك بالمجتمع الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنّ حركة الليكود، التي وصفها بأنها كانت يوماً ما "حركة صهيونية، ليبرالية ومجيدة"، تتحول تدريجياً إلى "حركة مظلمة تُقاد من قبل متدينين متشددين ومنغلقين يسعون إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي".
وسرد الكاتب مشهدين متناقضين وقعا في اليوم نفسه: الأول في قاعدة سلاح الجو في بلماخيم، حيث عقد مؤتمر عسكري شارك فيه قادة الجيش الإسرائيلي ومحررو الأسر من غزة وأقارب جنود قتلى، والثاني أمام سجن رقم 10 قرب بيت ليد، حيث تجمّع مئات المتدينين الذين يرفضون الخدمة العسكرية، في مظاهرة داعمة للمتخلفين عن التجنيد.
ورأى أشكنازي أنّ هذا المشهد يعبّر عن عمق الانقسام في إسرائيل، قائلاً إنّ "هناك فئة من الشباب يخدمون في الجيش ويضحون من أجل البلاد، يقابلها فئة أخرى من المنعزلين الذين يرفضون المساهمة في الدفاع عن الدولة". وأضاف أنّ "الليكود، الذي يفترض أن يكون حزب الدولة، بات مستعداً لأسباب سياسية أن يبصق في وجه الجنود النظاميين والاحتياط والمهنيين في الجيش".
وأكد الكاتب أنّ مؤسسي الحركة التاريخيين مثل زئيف جابوتنسكي، مناحيم بيغن، وإسحاق شامير "يتقلبون في قبورهم" حين يسمعون كيف أن وزراء وأعضاء كنيست من الليكود يتظاهرون إلى جانب المتدينين ضد الخدمة العسكرية.
وأشار إلى أنّ القضية ليست خلافاً سياسياً بين اليمين واليسار، بل "مسألة قيمية خالصة"، موضحاً أنّ "من يكرّسون حياتهم حقاً لدراسة التوراة، أي أولئك الذين يتعلمون 11 إلى 14 ساعة يومياً، يمكن إعفاؤهم من الخدمة، لكن هؤلاء لا يتعدّون بضع مئات سنوياً، أما البقية فلا يوجد أي مبرر لعدم مشاركتهم في حماية الدولة".
وختم أشكنازي مقاله بالقول إنّ "الخدمة في الجيش الإسرائيلي هي حق قبل أن تكون واجباً، وعلى قادة الليكود أن يتذكروا أنّ الجنود الذين يقاتلون في لبنان وسوريا وغزة والحدود الشرقية هم أبناؤهم وأصهارهم وجيرانهم"، داعياً إلى "العودة إلى قيم العقل والوحدة الوطنية التي تجسّدها أغنية ’الرفاق‘ التي كتبها حاييم غوري تخليداً لذكرى مقاتلي البلماح".