"ليبانون ديبايت"
في تقاطعٍ نادر، أتت زيارتا الوفد الأمني المصري والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، بعيداً عن أي تباين بارز في العناوين والأهداف. وخلافاً لكل القراءات والخلاصات حول نتائج الزيارتين، يكشف المحلل والأستاذ في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا الدكتور محيي الدين شحيمي، أنها "ليست بداية لمرحلة ولا نهاية لمرحلة، بل هي استكمال لمرحلة مستمرة منذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024".
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يشير المحلل الشحيمي إلى أن اتفاق وقف العمليات العدائية هو "اتفاق متدرج لا يُطبّق دفعةً واحدة كغيره من اتفاقات وقف النار، إنما بنوده لم تطبق سواء بالنسبة للخروقات من قبل العدو الإسرائيلي والإمعان في احتلال أراض لبنانية، أو بالنسبة لتصريحات ومواقف مسؤولي حزب الله، بأن الحزب استعاد عافيته ويعيد بناء نفسه، وكأنه ينقلب على الإتفاق الذي وقعت عليه حكومة ميقاتي السابقة وكان مشاركاً فيها".
وحول مناخات الحرب، يقول الشحيمي إن "الحرب لم تنته، ولكن ما يحصل هو لململة الواقع، ومنع انفلاشه نحو الأسوأ في المرحلة المقبلة، خصوصاً وأنه بات معلوماً أن عدم التشدد في تطبيق الإتفاق وحصر السلاح بيد الدولة، سيؤدي إلى ازدياد الإعتداءات الإسرائيلية".
وأمّا الجديد في حركة الموفدين بالأمس، فيوضح الشحيمي أنه يبرز في"الحركة المكوكية المصرية، التي لم تكن من أجل نقل تهديد أو تحذير أو للضغط على لبنان، إنما لتأكيد الدعم المصري للدولة اللبنانية وللعهد والحكومة أولاً، وثانياً لنقل تجربة النجاح الذي حققته الوساطة المصرية في التوصل إلى اتفاق وقف النار في غزة، وإنتاج أمر مماثل في لبنان يساهم في الإنتقال من المرحلة الرمادية الحالية إلى مرحلة أكثر وضوحاً".
ويؤكد الشحيمي أن الوفد الأمني المصري، كان "مستمعاً فقط في بيروت، مع العلم أنه مواكب للوضع من خلال مشاركته في اللجنة الخماسية، وقد اطلع على كل حيثيات المشهد، تمهيداً لاستثمار النجاح الذي حققته مصر في غزة، على الساحة اللبنانية، وذلك تداركاً لأي أمر قد يطرأ في المستقبل ويكون غير مقبول لكل الأطراف".
وعن زيارة مورغان أورتيغاس، يقول الشحيمي إنها "طبيعية ودورية، إنما هذه المرة، عملية وحازمة، وقد لوحظ الحزم في كيفية التعاطي ورفض أي تصوير أو لقطات فيديو في جولتها".
ويعزو الشحيمي الحزم الأميركي تجاه الملف اللبناني إلى "البطء اللبناني في تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني"، مشدداً على أن "هذا الملف ما زال أولوية لدى واشنطن، في ضوء الحرص على منع تفاقم الأوضاع الأمنية وعودتها إلى المرحلة السابقة أو إلى مرحلة أسوأ".