اقليمي ودولي

العربية
الأربعاء 29 تشرين الأول 2025 - 17:40 العربية
العربية

روسيا تختبر "بوسيدون" النووي البحري... سلاح جديد يثير مخاوف دولية

روسيا تختبر "بوسيدون" النووي البحري... سلاح جديد يثير مخاوف دولية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن روسيا اختبرت مسيّرة بحرية بقدرات نووية تُعرف باسم «بوسيدون»، بعد أيام من الإعلان عن تجربة نهائية ناجحة لصاروخ كروز يعمل بالدفع النووي. وقال بوتين: «بالأمس أجرينا اختباراً إضافياً لنظام آخر واعد: المسيرة البحرية بوسيدون. ليس هناك أية وسيلة لاعتراضها».


وأفادت موسكو أن هذا السلاح يعمل بالدفع النووي وقادر على حمل شحنات نووية. فيما يلي الحصيلة المنظمة للمعلومات المتوافرة حتى الآن حول هذا السلاح المثير للجدل: تُعرف «بוסيدون» أيضاً باسم Status-6، ويَشار إليها في الغرب بكود Kanyon. تصفها المصادر بأنها طوربيد ضخم يعمل بالطاقة النووية ومزوَّد برأس حربي نووي، وقادر على الإبحار ذاتياً تحت الماء لمسافات هائلة، ومن ثم ضرب أهداف ساحلية واستهداف البنى الاقتصادية والموانئ.


أول ظهور علني للمشروع جاء عبر تسريبات عام 2015 على شاشات التلفزيون الروسي، حيث ورد أن الهدف من المشروع هو إلحاق أضرار جسيمة بمكوّنات البنية الاقتصادية للعدو في المناطق الساحلية وإحداث تلوث إشعاعي طويل الأمد يجعل تلك المناطق غير صالحة لأنشطة عسكرية أو اقتصادية.




المواصفات المطروحة (تقديرات ومصادر تحليلية)


الطول: نحو 20 مترًا.


عمق الغوص: يقترح بعض التقديرات قابليته للغوص إلى أعماق تقارب 1,000 متر.


المدى: يُقدَّر بأنه لا يقل عن 10,000 كيلومتر.


السرعة: تُنسب إليه قدرة على بلوغ أكثر من 50 عقدة بحرية (أكثر من 90 كم/ساعة) — ما يجعل اعتراضه أصعب من الغواصات التقليدية.


المواد: يشيع القول بأنه يملك هيكلاً من التيتانيوم لتحمّل ضغوط أعماق البحار، وقد يُمكن تثبيته على قاع البحر ليُفعّل لاحقاً بدلاً من إطلاقه مباشرة.


مع ذلك تبقى غالبية قدراته الحقيقية طيّ السرية، والمعطيات تعتمد على تحليلات مفتوحة المصدر وتقديرات خبراء.




يطلق على النظام اسم «مسيّرة» لقدرته على التنقل الذاتي وربما لإمكانية إعادة توجيه مساره أو إلغاء مهمته بعد الإطلاق. مميزاته المفترضة — العمق العالي، السرعات الكبيرة، الطول والمدى — تجعل من اعتراضه تحدياً تقنياً صعباً، لكن معظم المحللين يشددون على أن مواجهة ضربة نووية تظل أمرًا معقّدًا للغاية بطبيعتها، وأن احتمالات الاعتراض ليست منعدمة تماماً، خصوصًا إذا توفرت شبكات كشف واعتراض متقدمة ومتكاملة.


تتكرّر في التقارير الروسية الإشارة إلى أن قوة الرأس النووي المحتمل لحامل «بوسيدون» قد تصل إلى 2 ميغاطن — طاقة هائلة تفوق كثيراً قنبلتي هيروشيما وناجازاكي. روايات إعلامية روسية ذهبت إلى وصفات دراماتيكية، ربطت تفجير طوربيد من هذا النوع قرب ساحل بريطاني بإحداث موجة تسونامي عملاقة وحالة تلوث إشعاعي واسعة تُحوّل مناطق ساحلية إلى «صحراء مشعة». هذه الروايات تُعدّ مبالغات تصويرية ومحفوفة بالسيناريوهات الافتراضية، ويجب تناولها بحذر لأن تأثيرات الانفجارات النووية البحرية المعقدة تعتمد على عمق الانفجار، طبوغرافيا القاع، حجم الشحنة وموقعها، وغير ذلك من عوامل علمية وتقنية دقيقة.


يعتبر بعض الخبراء أن تطوير «بوسيدون» يعكس طموح موسكو لامتلاك منظومة أسلحة قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية، وبناء قدرة ردع جديدة ترتكز على تهديد البنى الساحلية والاقتصادية. ويشير آخرون إلى أن الإعلان عن مثل هذه الأنظمة يهدف أيضاً إلى إرسال رسائل ردع ورفع كلفة أي عدوان محتمل، سواء عسكريًا أو سياسيًا.


روسيا تعلن اختبار «بوسيدون» كمسيّرة بحرية نووية تعمل بالدفع النووي وقادرة على مهام تحت المياه لمسافات بعيدة.




المواصفات المتداولة (الطول، العمق، المدى، السرعة، حمولة نووية) تُجعلها سلاحًا ذا إمكانات مقلقة، لكن الكثير من القدرات الحقيقية تبقى سرية وغير مؤكّدة بشكل قاطع.


الادعاءات الإعلامية عن «تسونامي إشعاعي» ضخمة ذات طابع دراماتيكي ويجب التعامل معها بحذر علمي وتقني.


تبقى مسألة إمكانية اعتراضها معقدة: صعوبات حقيقية واردة، لكن الاعتراض ليس بالضرورة مستحيلاً في كل السيناريوهات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة