يتزايد القلق في إسرائيل من التعاون المتنامي بين الصين وإيران، بعدما كشفت تقارير استخباراتية عن وصول شحنات ضخمة من المواد الكيميائية الحساسة إلى ميناء بندر عباس الإيراني، يُعتقد أنها تُستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
وبحسب ما أفاد المحلل العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشواع عبر قناة "i24NEWS"، فقد نقلت جهات إسرائيلية رسائل مباشرة إلى بكين في الأسابيع الأخيرة، تحذرها من نقل شحنات تحتوي على مواد كيميائية يمكن استخدامها في تطوير الصواريخ الإيرانية.
في السياق نفسه، ذكرت شبكة "CNN" الأميركية نقلاً عن مصادر استخبارات أوروبية، أن عدة شحنات من مادة نترات مغنيسيوم بيركلورات – وهي عنصر رئيسي في تصنيع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ – وصلت من الصين إلى إيران، مشيرة إلى أن الكميات الواردة تبلغ نحو 2000 طن.
وتُعد هذه الشحنات، وفق المصادر، جزءاً من خطة إيرانية لإعادة تأهيل ترسانتها الصاروخية التي تضررت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة المعروفة باسم "مع كليفاي". وتؤكد التقارير أن التعاون بين طهران وبكين في هذا المجال بات يشكّل تحدياً استراتيجياً لإسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.
وفي موازاة ذلك، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إن إيران لا تبدو حالياً بصدد تخصيب اليورانيوم بشكل نشط، لكن الوكالة لاحظت تحركات مقلقة في مواقع نووية داخل البلاد، ما يثير شكوكاً حول نيات طهران الحقيقية.
وأضاف المسؤول الأممي أن "المواد النووية المخصبة بنسبة 60% لا تزال موجودة في إيران"، مشدداً على أن الوكالة تسعى للعودة إلى المواقع النووية للتحقق من عدم نقل هذه المواد أو استخدامها في نشاطات أخرى.
وترى دوائر أمنية إسرائيلية أن الصين، عبر تعاونها الاقتصادي والتقني مع طهران، تفتح مساراً جديداً لدعم القدرات الصاروخية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى تعزيز نفوذ إيران في المنطقة وزيادة تهديداتها المباشرة لإسرائيل، لا سيما مع استمرار دعمها لحزب الله والميليشيات الحليفة في المنطقة.
وتشير التقديرات في تل أبيب إلى أنّ التحالف الصيني–الإيراني لم يعد اقتصادياً فحسب، بل أصبح ذا طابع استراتيجي يهدف إلى إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي، في ظل انشغال الولايات المتحدة بجبهات دولية أخرى وتراجع حضورها في الشرق الأوسط.