في حال الحرب... إسرائيل مهددة بانهيار كهربائي شامل

حذّرت دراسة أكاديمية جديدة من أنّ إسرائيل تواجه خطر انقطاع واسع للكهرباء عن مواقع حيوية في حال اندلاع حرب أو أزمة أمنية، بسبب اعتمادها المفرط على الغاز الطبيعي وضعف منظومتها التخزينية والمركزية العالية لشبكة الطاقة.

الدراسة التي أعدّها الباحث إيريز كوهين من قسم الدراسات الشرق أوسطية والعلوم السياسية في جامعة أريئيل، كشفت عن ثغرات خطيرة في البنية التحتية للطاقة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنّ البلاد "غير مهيّأة لتحمّل انقطاعات طويلة الأمد في الإمدادات الحيوية".

أوضحت الدراسة أنّ التحذيرات من هذه المخاطر وردت سابقًا في تقرير مراقب الدولة لعام 2024، الذي نبّه إلى احتمال حدوث نقص في الغاز الطبيعي بحلول عام 2026، ما قد يسبّب خسائر اقتصادية تُقدّر بمئات ملايين الدولارات.

وأكّدت أنّ استمرار الحكومة الإسرائيلية في الاعتماد على الغاز كمصدر رئيسي للطاقة من دون تطوير بدائل كافية أو إنشاء شبكات تخزين متقدّمة، قد يجعل البلاد تواجه أزمة طاقة شاملة إذا تعرّضت منشآت الغاز لأي هجوم أو تعطّل فني مطوّل.

ورغم أنّ الطاقة المتجددة تمثل نحو 12% فقط من إنتاج الكهرباء في إسرائيل، إلا أنّ البلاد تفتقر إلى أنظمة تخزين تضمن استمرارية الإمداد في أوقات الطوارئ أو الأزمات الكبرى.

وحذّرت الدراسة من أنّ الشبكة الوطنية للكهرباء تعتمد على بنية شديدة المركزية، بحيث يمكن لأي ضرر يصيب محطة توليد رئيسية أو منصة غاز واحدة أن يؤدي إلى انقطاع التيار على مستوى البلاد.

وقال كوهين إنّ هذا الخلل "قد يؤدي إلى توقف إمدادات الطاقة والمياه وتعطّل المستشفيات أثناء الأزمات"، مضيفًا:

"في حرب غزة الأخيرة رأينا كيف جعلنا اعتمادنا على الغاز الطبيعي عرضة للخطر. أي عطل أو ضربة لمنشأة مركزية يمكن أن يشلّ الاقتصاد بأكمله في لحظة حرجة."

ودعا كوهين الحكومة إلى التحول نحو نموذج لامركزي للطاقة يعتمد على شبكات محلية صغيرة تمكّن المناطق الحيوية مثل المستشفيات ومنشآت المياه والتجمعات السكانية النائية من مواصلة العمل حتى في حال انهيار الشبكة الوطنية.

كما شدّد على ضرورة الاستثمار العاجل في أنظمة تخزين الطاقة، مؤكداً أنّ: "الأمر ليس ترفًا بيئيًا، بل شبكة أمان وطنية. من دون القدرة على التخزين، حتى الطاقة المتجددة لن تنقذنا وقت الأزمة."

وطالب الباحث بإنشاء شبكة دفاع رقمية وأمنية موحّدة تضم وزارة الطاقة وهيئة الأمن والدفاع وهيئة السايبر الإسرائيلية، لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة قطاع الكهرباء في الوقت الفعلي أثناء الطوارئ.