كشفت وكالة الأرصاد الجوية الروسية أنّ مستويات الإشعاع التي رُصدت بعد الانفجار الغامض في محرك صاروخ يعمل بالطاقة النووية شمال البلاد كانت أعلى بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة سابقاً، إذ تراوحت بين 4 و16 ضعف المعدل الطبيعي مباشرةً بعد الحادث الذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
وذكرت الوكالة أنّ أجهزة الاستشعار في مدينة قريبة من موقع اختبار الصواريخ في نينوكسا على الساحل الشمالي المطلّ على القطب الشمالي، سجلت ارتفاعاً مؤقتاً في الإشعاع استمر نحو ساعة ونصف قبل أن تعود المستويات إلى طبيعتها.
وأشارت منظمات بيئية، أبرزها "غرينبيس"، إلى أنّ الارتفاع الحقيقي بلغ عشرين ضعف المعدل الطبيعي، متهمةً موسكو بالتكتّم على تفاصيل الحادث.
وقال المنسق في المنظمة قسطنطين فومين إنّ "المشكلة الحقيقية ليست في مستوى الإشعاع بل في غياب الشفافية"، محذّراً من تكرار سيناريو تشرنوبل عام 1986.
ويرجّح أن الانفجار وقع خلال اختبار صاروخ كروز نووي يُعرف باسم "بوريفيستنيك" (Burevestnik) أو "سكاي فول" (Skyfall) وفق تسمية حلف "الناتو"، وهو أحد الأسلحة التي وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها جزء من "الجيل الجديد من الأسلحة الروسية ذات المدى غير المحدود".
ووفق شبكة "ABC News" الأميركية، نقل مسؤول أميركي أنّ الولايات المتحدة رصدت فعلاً ارتفاعاً في الإشعاع بعد الحادث، مرجحاً أنّ الانفجار "حدث أثناء اختبار الصاروخ".
وأفادت تقارير إعلامية روسية أنّ خمسة من القتلى مهندسون نوويون واثنان من عناصر وزارة الدفاع، فيما تم نقل الأطباء الذين عالجوا المصابين إلى موسكو بعد توقيعهم اتفاقات تمنعهم من التصريح.
وفي المقابل، أكّد الكرملين عبر المتحدث ديمتري بيسكوف أنّ "السلطات تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأثار التضارب في التصريحات حول إخلاء قرية نينوكسا القريبة من الموقع مزيداً من الغموض، بعدما أُفيد أولاً عن أوامر بإخلائها، قبل أن ينفي حاكم المنطقة ذلك واصفاً الأنباء بـ"الهراء".
الـــمــــزيــــــــــد
