المحلية

الوكالة الوطنية للاعلام
الأحد 02 تشرين الثاني 2025 - 19:24 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

"لبنان لم يخسر"... الخطيب: المعادلة تغيّرت بموقف الرئيس عون

"لبنان لم يخسر"... الخطيب: المعادلة تغيّرت بموقف الرئيس عون

زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، بلدة بليدا الجنوبية، حيث شارك في حفلٍ تأبينيّ لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد إبراهيم سلامة، الذي ارتقى جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على البلدة.


وقد كان في استقبال رئيس بلدية بليدا حسان حجازي، وفاعليات دينية وأهلية، إلى جانب إمام البلدة الشيخ عماد قاسم، الذي ألقى كلمةً ترحيبيةً أشاد فيها بتضحيات البلدة وشهدائها وصمود أهلها في وجه العدوان.


وجال الشيخ الخطيب في مبنى بلدية بليدا مطّلعاً على آثار الدمار الذي خلّفه العدوان، وعلى وقائع اقتحام العدو للمبنى، حيث استمع إلى شرحٍ مفصّل من رئيس البلدية والفاعليات المحلية حول حجم الأضرار والمعاناة التي تكبّدها الأهالي.


وقال حجازي في كلمته، "زيارتكم تذكرنا بزيارة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر إلى بلدية بليدا. اليوم، أهالي بليدا وأهالي الجنوب صامدون على أرضهم، يستصرخون دولتهم والمسؤولين فيها أن يكونوا حاضرين بينهم، وأن يروا حاجات الناس من إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني وحضور مؤسسات الدولة الخدماتية".


بدوره، قال الشيخ الخطيب: "صدقاً، نحن جئنا لنتشرّف ببليدا الشهيدة وبأهلها، برجالها ونسائها وأطفالها، فبليدا تُشرّف لبنان والعرب والعالم. هذه البلدة التي بنت وعمّرت من دون أن تخشى العدو، دفعت اليوم ثمناً كبيراً من الشهداء والدمار، لكنها لم تنكسر ولم تتراجع عن أرضها".


وأضاف، "أنتم علمتم منذ البداية أنه لا ظهير لكم إلا الله وسواعدكم. تدمّرت البيوت وسقط الشهداء، لكنكم لم تشعروا بالهزيمة. هذا الصمود وهذه العظمة هي التي جعلت العدو يقف خلف الحدود عاجزاً عن الدخول إلى قراكم".


وتابع قائلاً، "من هذا المكان الذي استُشهد فيه إبراهيم سلامة، أقول إن بليدا ستبقى معلماً للتاريخ وللأجيال المقبلة. لم آتِ لأعزّيكم بل لأبارك لكم بهذا الشرف ولأتعلم منكم معنى الكرامة".


وأشار الخطيب إلى أنّ "المواقف التي صدرت عن الرئيس جوزاف عون بدعوة الجيش اللبناني إلى التصدي للعدوان الإسرائيلي، تشكّل خطوة نوعية يجب أن تتبناها الحكومة كغطاء سياسي رسمي، لتكون بداية تأسيس الدولة المقاومة التي تواجه العدو وتدافع عن الأرض والكرامة".


وأكد أنّ "لبنان لم يخسر، بل أفشل مخططات العدو الإسرائيلي، ووجودكم وصمودكم هنا هو أكبر دليل على ذلك".


وفي المناسبة، أقيم حفل تأبيني ومجلس عزاء حسيني في حسينية شهداء بليدا عن روح الشهيد، بدعوة من بلدية بليدا وآل الشهيد وأهالي البلدة، بحضور العلامة الخطيب وحشدٍ من علماء الدين وقيادات من حزب الله وحركة أمل وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية ورؤساء بلديات ومواطنين.


وفي كلمته خلال الاحتفال، شدّد الخطيب على أنّ "الناس متمسكون بأرضهم ولو كانت خراباً، لأنها عامرة بأهلها"، سائلاً: "أين أنتم لتوفّروا الخدمات لأبنائكم؟ تقولون للناس إنكم تريدون نزع سلاحهم، فما هو البديل؟ السيادة لا تُبنى على التبعية للخارج، بل على كرامة القرار الوطني".


وأضاف، "الثقة تُبنى عندما يرى الناس أن دولتهم تحمي كرامتهم وأرضهم، وعندما يلمسون حضور المسؤولين بينهم واهتمامهم بحاجاتهم، فهؤلاء الشهداء هم من حَمَوا الدولة وحافظوا على سيادتها".


وتابع، "الحرب ما زالت مستمرة، والشهداء يسقطون يومياً، وليس آخرهم الشهيد إبراهيم سلامة. بالأمس سقط شهداء في كفررمان والنبطية وقبلها في بعلبك الهرمل. لقد مضى عام على اتفاق وقف إطلاق النار 1701، ولم يتحقق شيء يُذكر. لذلك، فإن موقف رئيس الجمهورية الأخير غيّر المعادلة، وعلى الحكومة أن تتبنّى هذا التوجّه وتقف خلف الجيش اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي".


وشدّد الخطيب على ضرورة تقديم الخدمات لأهالي المناطق المتضرّرة والعمل على انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها، قائلاً: "لن نترك أرضنا محتلة، وسنحرّرها إن لم تفعل الدولة ذلك".


وختم قائلاً: "حين دخلت بليدا شعرت بالعزة والكرامة. أهلنا هنا واجهوا القصف والنزوح ولم يرضخوا للذلّ. وقفوا على حافة الحدود ومنعوا العدو من التقدّم. وكما سطّرنا في التاريخ الانتصارات، سنسطّرها مجدداً، وستعود قرانا أفضل مما كانت بإذن الله".


واختُتمت المراسم بكلمة وجدانية ألقاها نجل الشهيد إبراهيم سلامة عبّر فيها عن فخر العائلة واعتزازها بتضحيته، تلاها مجلس عزاء حسيني لختم المراسم الدينية وسط أجواءٍ من الخشوع والإيمان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة