تشهد الساحة الميدانية في قطاع غزة تطورات دراماتيكية جديدة، إذ أفادت تقارير إسرائيلية بأن مئات من مقاتلي حركة حماس باتوا محاصرين تحت الأرض في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، في وقت تتكثف فيه الاتصالات بين الوسطاء الإقليميين وحماس وإسرائيل بهدف تأمين انسحاب آمن لعناصر الحركة من خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".
وبحسب ما نقلته قناة "الجزيرة"، فإن مفاوضات تُجرى بين الدول الوسيطة والطرفين الإسرائيلي وحماس لتجنب اندلاع مواجهات جديدة في المناطق الواقعة جنوبي القطاع، خاصة في تل السلطان، الشبورَة، شرق خان يونس، وبعض الأنفاق في رفح.
ونشر حساب "Gaza Report" على منصة "إكس" معلومات تفيد بأن قيادة حماس تخلت عن عناصرها الميدانيين، خصوصاً في الجنوب، تاركة المئات منهم محاصرين داخل الأنفاق في مناطق باتت تحت السيطرة الإسرائيلية. ووفقاً للتقارير، تلقّت عائلات هؤلاء المقاتلين في مخيمات منطقة المواصي اتصالات هاتفية منهم أعربوا خلالها عن غضبهم من القيادة، واتهموها بالتخلي عنهم وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول.
في خضم هذه التطورات، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات أكد فيها أن إسرائيل تواصل العمل في أربعة مسارات أساسية: استعادة الرهائن، القضاء على جيوب حماس المتبقية في غزة، حماية القوات المنتشرة، وتجريد الحركة من سلاحها بشكل كامل. وقال نتنياهو: "محاولات حماس لخداع إسرائيل والولايات المتحدة والعالم مثيرة للشفقة، لن ينجحوا في ذلك، وسنعيد جميع مخطوفينا واحداً تلو الآخر". وأضاف أن "هناك جيوباً لحماس في مناطق خاضعة لسيطرتنا في غزة، ونعمل على تصفيتها بشكل منهجي، واثنان من هذه الجيوب في رفح وخان يونس وسنقضي عليهما".
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل تحتفظ بحقها الكامل في التحرك العسكري المستقل حتى تجاه حلفائها، قائلاً: "نبلّغ أصدقاءنا الأميركيين بما نقوم به، لكننا لا نطلب إذن أحد. المسؤولية الأمنية العليا تقع علينا وحدنا، ولن نتنازل عنها".
في المقابل، يتزايد الحديث في الأوساط الدولية عن إمكان إنشاء قوة أمنية متعددة الجنسيات للإشراف على قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، وهي فكرة كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد طرحها ضمن رؤيته لحل الأزمة. إلا أن تقريراً لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقل عن مصادر دبلوماسية أميركية وأوروبية وشرق أوسطية تخوفها من تعثر هذه المبادرة بسبب ممانعة حماس من جهة، وتحفّظ إسرائيل من جهة أخرى، فضلاً عن قلق دول عربية ومسلمة من أن تُصوَّر مشاركتها كعمل يخدم الأجندة الإسرائيلية.