اقليمي ودولي

العربية
الاثنين 03 تشرين الثاني 2025 - 18:16 العربية
العربية

"بنظام مكافآت"... أوكرانيا تحوّل حرب المسيّرات إلى "لعبة فيديو"

"بنظام مكافآت"... أوكرانيا تحوّل حرب المسيّرات إلى "لعبة فيديو"

في مشهد جديد من رقمنة الحروب، أطلقت أوكرانيا نظامًا شبيهًا بألعاب الفيديو لتشغيل الطائرات المسيّرة في ساحات القتال، يمنح الوحدات المقاتلة نقاطًا مقابل الضربات الناجحة يمكن استبدالها بمزيد من الأسلحة والمعدات عبر متجر إلكتروني عسكري يُعرف باسم "Brave1"، يشبه متجر "أمازون" لكنه مخصّص للحرب.


وكشف ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، أن نظام "Army of Drones Bonus System" أصبح رائجًا بين الوحدات القتالية الأوكرانية، إذ انضمت إليه أكثر من 400 وحدة مسيّرات في سبتمبر الماضي مقارنة بـ95 وحدة فقط في اب ، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية.


وأضاف فيدوروف أن النظام حوّل الحرب إلى دورة من المكافآت؛ "كلما قتلت المزيد من الجنود الروس، حصلت على مزيد من النقاط لتشتري مزيدًا من الطائرات المسيّرة لتقتل أكثر"، مشيرًا إلى أن العمليات المعتمدة على هذا النظام أدت خلال الشهر ذاته إلى مقتل أو إصابة نحو 18,000 جندي روسي بحسب تقديرات كييف.


ويتيح المتجر الإلكتروني العسكري أكثر من 100 نوع من الطائرات بدون طيار والمركبات الذاتية وأنظمة الحرب الإلكترونية، ويدار عبر لوحة تصنيف يظهر فيها قادة الوحدات بأسماء مستعارة مثل "أخيل" و"فينيكس". وفي أيلول ، زادت الحكومة الأوكرانية مكافأة قتل جندي روسي من 6 إلى 12 نقطة، ومنحت 25 نقطة لمن يقتل مشغّل طائرة روسية، و120 نقطة لالتقاط أسير روسي باستخدام طائرة مسيّرة.


وكشف فيدوروف أن كييف بدأت تمد النظام إلى وحدات الاستطلاع والمدفعية واللوجستيات، بحيث تُمنح النقاط أيضًا على رصد الأهداف أو استخدام المركبات الذاتية لنقل الإمدادات. وأشار إلى أن الجيش يشجّع تشغيل طائرات مسيّرة مدعومة جزئيًا بالذكاء الاصطناعي تتولى اختيار الأهداف وضبط المسار الأخير للهجوم لزيادة الدقة.


وفي وحدات الاستطلاع وُصفت هذه الممارسة بأنها "الاستهداف على طريقة أوبر"، حيث يضع الجندي "دبوسًا" على الخريطة كما في تطبيقات النقل، لتنفذ وحدة أخرى الهجوم. ومع أن هذا التشبيه يُقرب النظام من ألعاب الفيديو، نفى قادة ميدانيون أن يكون هدفه التسلية؛ فقال الضابط يوري فيدورينكو، قائد وحدة "أخيل" في جبهات خاركيف ودونيتسك، إن "أفضل الطيارين ليسوا من يجيدون ألعاب الفيديو، بل المنضبطون"، مؤكدًا أن النظام "لا يدفع إلى اللهو بل يعزّز الكفاءة".


وأضاف قائد آخر، أندري بولتوراسكي، أن "الوحدات تتنافس بشراسة، لكن بمجرد بدء الهجوم الروسي تتوقف المنافسة ويتعاون الجميع لتحقيق الهدف القتالي".


ومن منظور تحليلي، أكّد فيدوروف أن النظام وفّر كمية هائلة من البيانات الميدانية التي تساعد أوكرانيا على فهم "رياضيات الحرب" بدقة؛ فكل ضربة تُوثّق بمقطع فيديو للحصول على النقاط، ما يتيح للقيادة تحليل فاعلية أنواع الطائرات وتكتيكات الهجوم ويخلق تعلّمًا متبادلًا بين الوحدات. وأضاف، "لقد أصبحت الابتكارات تنشأ من الميدان إلى القيادة العليا... واتخاذ القرارات بات أكثر تقنية وأقل عاطفية بعد أربع سنوات من الحرب".


ورغم الإعجاب داخل صفوف الجيش الأوكراني بالتجربة، حذر باحثون في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) البريطاني من أن هذا "اللعب العسكري" لا يجب أن يُحتذى في دول الناتو، مشيرين إلى أن الدفاعات الروسية تطوّرت ضد الهجمات المسيّرة، وأن الاعتماد المفرط على الطائرات بدون طيار قد يُضعف القدرات التقليدية مثل القصف المدفعي والطيران الحربي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة