قال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة له تناولت الوضع الإقليمي والقضية الفلسطينيّة أنّ الأمة فرّطت عبر قرون في مسؤولياتها الكبرى، وأنّ واقعها اليوم من شتات وفرقة ونقص في الوعي وكثرة العملاء يجعلها هدفاً لطمع الأعداء وتشجيعهم على الاستهداف. وأضاف الحوثي أنّ الأمة "مستهدفة شئنا أم أبينا"، وأنّ ما يدفع عنها ويحميها هو "الجهاد في سبيل الله"، مؤكّداً أنّ الاستسلام والمساومة والخنوع لا يحمون من شرّ الأعداء.
وتابع الحوثي قائلاً إنّ "الجهاد في سبيل الله مسؤولية مقدسة لمواجهة الشرّ والطغيان" وأنّ ألدّ أعداء الأمة في هذا العصر "اليهود"، وهم يسعون ـ بحسب قوله ـ إلى إبادة الأمة وإفسادها وإظلالها واستعبادها واستباحتها. وذكر أن اليهود يسعون لتوجيه اللوم داخل الأمة ضدّ من لا يقبلون بهيمنتهم، وأنّ كثيرين وصلوا إلى "الذل والهوان المخزي والفاضح والمعيب".
وأضاف أن الأمة الإسلامية تملك كلّ العوامل اللازمة للانتصار لو تحرّكت على أساسها، مكرّراً أنّ "الصهاينة في حالة عدوان على هذه الأمة منذ احتلال فلسطين حتى اليوم". ولفت إلى أن فلسطين ليست الهدف الوحيد، بل هي "في المقدّمة" ومن ورائها "كلّ الأمة مستهدفة". وأكد أنّ حجم الإجرام الذي ارتكبه العدو الإسرائيلي لأكثر من 7 عقود كافٍ لإدراك أنّه عدو خطير وسيئ ومجرم.
وردّ الحوثي على تبريرات استهداف الفلسطينيين قائلاً إنّ "ليس المسألة أننا نثير اليهود الصهاينة ونستفزهم"، متسائلاً ماذا فعل الشعب الفلسطيني باليهود حتى يأتوا من كلّ أقطار الأرض لاحتلال فلسطين، نافياً وجود سبب مبرر لذلك. وأوضح أنّ "الصهاينة لا يحتاجون إلى استفزاز، بل انطلقوا من خلفية ثقافية وفكرية وعقائدية وصفها بالشر والإجرام والطغيان، وهذا يتجسّد في استهدافهم للأمة".
واعتبر الحوثي أنّ "الصهاينة يستمرون في العدوان والقتل ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ولا يلتزمون بالمواثيق"، وذهب إلى القول إنّ الأميركي "الضامن" شريك في الإجرام الإسرائيلي في غزة، بينما بقية الضامنين يقفون عاجزين عن فعل أي شيء. وأضاف: "الأمة اختارت لنفسها العجز، لذلك تقف في حالة العجز دائماً".
وتطرّق إلى ملف المساعدات، قائلاً إنّ الكميات المتفق على دخولها من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني لا تدخل إلا القليل جداً، وأنّ العدو الإسرائيلي يواصل الحصار وإغلاق معبر رفح ومنع إجلاء المرضى والجرحى وفي كل ما هو ضمن الاتفاق. كما ذكر الحوثي أن العدو "يستمر في النسفيات والتدمير للمباني في غزة" ويمنع توفير الخيام والإيواء وكلّ ما يحتاجه الشعب الفلسطيني.
وأشار أيضاً إلى "الاختطاف وتعذيب الأسرى الفلسطينيين بأبشع أنواع التعذيب والإذلال"، وأنّ العدو أصدر مؤخراً "قانون إعداد للأسرى الفلسطينيين" يتباهى فيه مجرموه في السجون بالممارسات المهينة والتهديد والوعيد، معتبراً أنّ معاملة الأسرى أسوأ ما يكون، وأنّ عدد الشهداء من الأسرى الفلسطينيين تجاوز 80 شهيداً. وختم بالتأكيد على أنّ العدو يواصل التهديد للقدس والعمل على طمس كل المعالم الإسلامية فيها.
وقال السيد الحوثي أخيراً إنّ هناك من يريد "نزع سلاح المقاومة الذي يحمي لبنان إزاء استمرار العدوان عليه".
الـــمــــزيــــــــــد
