اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الخميس 06 تشرين الثاني 2025 - 18:35 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

بن سلمان يغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط... وترامب يلبي طلب الرياض الاستراتيجي!

بن سلمان يغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط... وترامب يلبي طلب الرياض الاستراتيجي!

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير للصحافي إلي ليون، أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس الموافقة على صفقة تسليح ضخمة مع المملكة العربية السعودية، تتضمن بيع ما يصل إلى 48 مقاتلة شبح من طراز F-35 من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن"، في خطوة وُصفت بأنها "تحوّل استراتيجي كبير" في السياسة الدفاعية الأميركية تجاه الشرق الأوسط.


وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدرين مطّلعين على تفاصيل المفاوضات، فإنّ واشنطن تبحث في إقرار الصفقة قبيل الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في 18 تشرين الثاني الجاري، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس ترامب في البيت الأبيض. وأشارت المصادر إلى أنّ الصفقة نالت الضوء الأخضر المبدئي من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد أشهر من المداولات على أعلى المستويات، لكنها لا تزال بانتظار سلسلة من الموافقات النهائية تشمل توقيع ترامب وإخطار الكونغرس رسمياً.


وأكدت الصحيفة أنّ الصفقة السعودية، التي تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، تأتي استجابة مباشرة لطلب رسمي من الرياض قُدّم إلى الرئيس الأميركي مطلع العام الجاري، في إطار "رؤية 2030" لتحديث القوات المسلحة السعودية وتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة.


وترى "يديعوت أحرونوت" أنّ تنفيذ هذه الصفقة سيمثل كسراً للسياسة الأميركية التقليدية التي امتنعت لعقود عن بيع مقاتلات F-35 لأي دولة عربية، حفاظاً على ما يُعرف بـ"التفوّق العسكري النوعي" لإسرائيل، التي تبقى حتى اليوم الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز من المقاتلات المتقدمة.


ويشير التقرير إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يملك أسطولاً من طائرات F-35I المعروفة باسم "أدير"، التي تُعدّ رأس الحربة في قدراته القتالية الجوية، وقد استخدمت بالفعل في عمليات هجومية ضد أهداف إيرانية وسورية. ومن المتوقع أن يرتفع عدد هذه المقاتلات في الأسطول الإسرائيلي إلى 75 خلال السنوات المقبلة، مع دمج تقنيات وتطويرات محلية الصنع.


وأضافت الصحيفة أنّ السعودية، التي كانت قد أبدت اهتماماً سابقاً بشراء هذه المقاتلات إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، واجهت رفضاً أميركياً سابقاً بسبب المخاوف من الإخلال بالتوازن العسكري في المنطقة. غير أن إدارة ترامب الحالية تبدي انفتاحاً أكبر على التعاون الدفاعي مع الرياض، خصوصاً بعد توقيع اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين في أيار الماضي بقيمة 142 مليار دولار، التي وُصفت بأنها "أكبر صفقة دفاعية في تاريخ الولايات المتحدة".


وتوقعت "يديعوت أحرونوت" أن تواجه صفقة F-35 معارضة داخل الكونغرس الأميركي، بسبب المخاوف من سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، ودورها في حرب اليمن، فضلاً عن تداعيات مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018، الذي ما زال يلقي بظلاله على العلاقات بين واشنطن والرياض.


ورغم ذلك، تشير الصحيفة إلى أنّ السعودية تواصل خطتها لتحديث سلاحها الجوي واستبدال طائرات "تورنادو" القديمة. وهي تدرس أيضاً خيارات أخرى تشمل مقاتلات "تايفون" الأوروبية، و"رافال" الفرنسية، أو طائرات F-15EX Eagle II الأميركية الحديثة التي عرضت عليها في أيار 2024. ووفقاً لشركة "بوينغ"، فإن طراز F-15EX "يتكامل بشكل مثالي مع الأسطول السعودي الحالي بنسبة توافق تبلغ 95%".


وترى الصحيفة أنّ الصفقة المحتملة، إذا تمّت، ستكون خطوة حاسمة في تحديث سلاح الجو السعودي وترسيخ موقعه كأحد الأقوى في الشرق الأوسط، كما قد تمهّد الطريق لانضمام المملكة إلى "اتفاقات أبراهام" التي ترعاها واشنطن بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.


وتختم "يديعوت أحرونوت" تقريرها بالإشارة إلى أنّ الطريق أمام الرياض للحصول على طائرات F-35 أصبح أكثر انفتاحاً من أي وقت مضى، بفضل التقارب غير المسبوق بين السعودية وإسرائيل، والدعم الصريح من إدارة ترامب، مرجحةً أن يتم التوصل إلى صيغة تنفيذ مرنة للصفقة، سواء عبر تسليم نسخ معدّلة أقل تطوراً أو طائرات مستعملة، لتصبح السعودية أول دولة عربية تمتلك هذه المقاتلة المتقدمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة