كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء الخميس أنّ المجلس الوزاري الأمني المصغّر (الكابينت) عقد جلسة طارئة خُصّصت لمناقشة التطورات في لبنان، في ظلّ ما وصفه كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل بـ"محاولات حزب الله المتزايدة لإعادة بناء قدراته العسكرية".
وبحسب تقرير القناة الذي أعدّه نير دفوري ويارون أفرهام، قدّم قادة الجيش الإسرائيلي خلال الاجتماع سلسلة من السيناريوهات الميدانية المحتملة، محذرين من أنّ بعضها قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق مع لبنان. ونقلت القناة عن مصدر عسكري رفيع شارك في المداولات قوله إنّ "الغارات التي نُفّذت اليوم ليست سوى مقدّمة"، مضيفاً: "إذا لم يُقدِم الجيش اللبناني على تفكيك حزب الله والالتزام ببنود الاتفاق، فإن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، ستهاجم أهداف الحزب في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت".
وأوضح تقرير القناة 12 أنّ الجيش الإسرائيلي نفّذ خلال الساعات الأخيرة ثلاث موجات من الغارات الجوية استهدفت مخازن أسلحة وبنى تحتية تابعة لوحدة "الرضوان" في حزب الله، إضافةً إلى موقع لتصنيع معدات تُستخدم في إعادة تأهيل المنشآت التي تضررت بفعل الضربات السابقة. وأسفرت الغارات، بحسب المتحدث باسم الجيش، عن مقتل خمسة عناصر من الحزب. كما ذكرت القناة أنّ إسرائيل أعلنت إحباط أكثر من 340 محاولة عملانية لحزب الله منذ بدء وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024.
وأضافت القناة أنّ إسرائيل سلّمت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ملفاً استخبارياً متكاملاً يتضمن أدلة وصوراً توثّق خروقات حزب الله للاتفاق الأمني، مؤكدة في المقابل أنّ الجيش اللبناني "يمتنع عن مواجهة عناصر الحزب أو ضبط أنشطتهم في الجنوب". كما أورد التقرير أنّ تل أبيب وجّهت إنذاراً رسمياً للحكومة اللبنانية جاء فيه أنّ "إسرائيل ستضطر إلى التحرك بنفسها إذا لم يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل".
وفي السياق نفسه، أشارت القناة 12 إلى أنّ التقديرات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تفيد بأنّ حزب الله يعمل على إعادة تأهيل بنيته العسكرية وتهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، فيما تتهم واشنطن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بتمويل الحزب بأكثر من مليار دولار منذ كانون الثاني 2025 عبر شركات لتحويل الأموال في لبنان.
وكشفت القناة أنّ وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على ثلاثة أشخاص متورطين في تلك التحويلات المالية، معتبرة أنّ "تدفق الأموال الإيرانية إلى حزب الله يهدد استقرار لبنان ويزيد من تبعيته لطهران".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن المبعوث الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، جون ك. هيرلي، قوله: "لبنان لن يكون حراً وآمناً إلا إذا تم فصل حزب الله تماماً عن السيطرة الإيرانية"، مشيراً إلى أنّ واشنطن ستواصل الضغط المالي والدبلوماسي على الحزب وحلفائه.
واختتمت القناة تقريرها بالإشارة إلى أنّ الكابينت الإسرائيلي يدرس ثلاث خيارات رئيسية: مواصلة الضغط العسكري المحدود، أو توسيع العمليات لتشمل عمق الأراضي اللبنانية، أو الجمع بين الضغط الميداني والتحرك الدبلوماسي في إطار ما تسميه تل أبيب "استراتيجية الضغط المركّب".
وختم التقرير بالقول إنّ لبنان يقف أمام لحظة حاسمة، وإنّ أي تباطؤ من الجيش اللبناني في تنفيذ التزاماته قد يدفع إسرائيل إلى الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد الشامل تمتد من الجنوب إلى بيروت.