أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران لا تثق بأي دولة، لكنها تواصل المفاوضات لتحقيق مصالح الشعب الإيراني، مشددًا على أنّ الهدف من الدبلوماسية الإيرانية هو حماية العزة الوطنية ومنع أي اعتداء مستقبلي على البلاد.
وقال عراقجي، في تصريحات نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، إنّ "الدبلوماسية الإيرانية نجحت خلال الحرب الأخيرة في حشد دعم أكثر من 120 دولة أدانت العدوان على إيران، باستثناء مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفًا أنّ الهدف من هذا الحراك هو "جعل أي طرف يفكّر ألف مرة قبل أن يهاجم إيران".
وفي ما يخصّ المفاوضات النووية، أضاف عراقجي: "لا نخاف من التفاوض كما لا نخاف من القتال، والمهم أن نحافظ على عزّتنا الوطنية"، مؤكّدًا أنّ "رفع العقوبات يجب أن يتم بطريقة شريفة تحفظ كرامة الشعب الإيراني".
وأوضح عراقجي أنّ إيران خاضت تجربة التفاوض مع واشنطن ولم تجنِ منها نتيجة إيجابية، قائلاً: "نفّذنا الاتفاق النووي بحسن نية والتزمنا ببنوده، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه من دون مبرّر وأعادت فرض العقوبات".
وفي تعليقه على آلية العودة التلقائية للعقوبات، قال الوزير الإيراني إنّ "الاتفاق النووي نجح في إلغاء ستة قرارات صدرت تحت الفصل السابع لمجلس الأمن واستبدالها بقرار واحد لمدة عشر سنوات، معترفًا بحق إيران في تطوير الطاقة النووية السلمية".
وتابع: "عندما تبيّن لنا أن الاتفاق يفتقر إلى الضمانات التنفيذية، قرّرنا الاعتماد على أنفسنا، وعندما أعلنا التخصيب بنسبة 60% أنجزنا ذلك خلال 24 ساعة".
وفي 13 حزيران الماضي، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة ضمن عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، من بينها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأدت الهجمات إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين البارزين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردّت إيران بعدها بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، نفّذت خلالها ضربات صاروخية استهدفت عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل.