تواجه إيران أزمة مائية غير مسبوقة، إذ تراجع مخزون المياه في السدود الأربعة التي تغذي مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، إلى أقل من 3 بالمئة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، الأحد.
وقال المسؤول عن مؤسسة المياه في مشهد، حسين إسماعيليان، لوكالة أنباء "إسنا" إن الكميات المتبقية في السدود الأربعة لا تتجاوز 40 مليون متر مكعب، مقارنة بـ189 مليوناً في الفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أن سكان المدينة البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة يستهلكون يومياً أكثر من 700 ألف متر مكعب من المياه.
وأوضح إسماعيليان أن الانخفاض الحاد في منسوب المياه سببه الجفاف الشديد الذي يضرب البلاد هذا العام، حيث لم تشهد 15 محافظة من أصل 31 أي تساقط للأمطار منذ بداية الخريف.
وتقع مدينة مشهد على بعد 900 كيلومتر من طهران، في منطقة شبه قاحلة، ما يجعلها أكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي ونقص المتساقطات.
وفي العاصمة، تبدو الصورة أكثر قتامة، إذ جف أحد السدود الخمسة المخصصة لمياه الشرب تماماً، فيما تراجع مخزون سد "أمير كبير" إلى 14 مليون متر مكعب فقط بعدما كان يحتوي على 86 مليوناً قبل عام، وفق ما أكد المدير العام لشركة مياه طهران، بهزاد بارسا، لوكالة "إرنا".
وأشار بارسا إلى أن تراجع كميات المياه سببه انخفاض هطول الأمطار بنسبة 100 بالمئة في طهران والمناطق المحيطة بها، ما دفع السلطات إلى البدء بتقنين توزيع المياه ليلاً.
وتقع طهران على السفوح الجنوبية لجبال البرز، حيث كان يُفترض أن تشهد تساقطاً كثيفاً للأمطار والثلوج في هذا الوقت من السنة، إلا أن القمم الجبلية تبدو جرداء، فيما لا تتوقع الأرصاد الجوية أي هطول للأمطار في الأيام العشرة المقبلة.
وحذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، من أن سكان العاصمة البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة قد يُجبرون على مغادرتها بحلول نهاية السنة إذا استمر انعدام الأمطار، محذراً من "كارثة إنسانية وبيئية" إن لم تتبدّل الظروف الجوية.
ووفق بيانات رسمية نقلتها وكالة "مهر"، جف 19 سداً كبيراً في البلاد حتى تشرين الأول الماضي، أي ما يعادل 10 بالمئة من إجمالي المخزون المائي في إيران.