اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الأحد 09 تشرين الثاني 2025 - 20:44 روسيا اليوم
روسيا اليوم

"ملف سرّي" من أنقرة... كيف تُخطط تركيا لمعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة؟

"ملف سرّي" من أنقرة... كيف تُخطط تركيا لمعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة؟

أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير موسّع، إلى ما وصفه الباحث الإسرائيلي البارز حاي إيتان كوهين ياناروجاك بـ"الخطوة السرّية التي تُحاك منذ أشهر"، في إشارة إلى خطة تركية لمعاقبة إسرائيل عبر مذكرات التوقيف التي أصدرتها أنقرة بحق 37 مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت الخطوة التركية مجرد مسرح سياسي أم مبادرة ذات أبعاد استراتيجية حقيقية، لتنقل عن ياناروجاك، الباحث في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، قوله: "طالما أن هؤلاء المسؤولين لا يطأون الأراضي التركية، فلا أهمية عملية للقرار... لكن الصورة الكاملة أكثر إثارة للقلق، إذ تقول تركيا لإسرائيل بشكل واضح: طالما بقيت هذه الحكومة في السلطة، فلا مجال لتطبيع العلاقات حتى بعد انتهاء حرب غزة".


وأوضح الباحث أن ما أقدمت عليه أنقرة ليس تصرفاً انفعالياً، بل نتيجة تحضير ممنهج جرى منذ أشهر. وأضاف، "وفق ما استنتجته من الإعلام التركي، جرى إعداد الملف قبل فترة طويلة، وجُمعت وثائق من مستشفيات لأشخاص عادوا من القطاع، وأُرفقت بأدلة ميدانية من الحوادث التي وقعت خلال الحرب. ما نراه عملية مدروسة وجادة استغرقت عدة أشهر".


وأشار ياناروجاك إلى أن عدم انضمام تركيا إلى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يعقّد الموقف القانوني، لكنه يمنح أنقرة هامشاً أوسع في اتخاذ إجراءات رمزية ضد إسرائيل. وقال: "المذكرات الصادرة عن أنقرة تُكمل، في الواقع، قرار المحكمة الدولية في لاهاي ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت".


وفي تفسيره لدوافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رأى الباحث أن للخطوة أبعاداً سياسية داخلية ودينية معاً، قائلاً: "كل خطوة حادة ضد إسرائيل تخدم أردوغان داخلياً، وتعزز صورته في العالم الإسلامي، وهو يفكر أيضاً بإرثه السياسي".


وحول ما إذا كانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تمرّ بنقطة انهيار جديدة، أجاب ياناروجاك: "في كل مرة نقول إنها نقطة تدهور جديدة، لكنها فعلاً كذلك. إنهم مبدعون جداً في إيجاد طرق جديدة لدفع العلاقات إلى مستويات أدنى".


وربط الباحث بين مذكرات التوقيف التركية وطموحات أنقرة بلعب دور في اليوم التالي للحرب في غزة، قائلاً: "تركيا كانت تتوقع أن تكون جزءاً من المرحلة الثانية من التفاهمات حول غزة، لكن تم استبعادها فعلياً، وهذا القرار يمكن قراءته كعقوبة تركية على إغلاق الأبواب الإسرائيلية في وجهها".


وخلص تقرير "معاريف" إلى أن الرسالة التركية واضحة: "أنقرة تغلق الباب أمام الحكومة الإسرائيلية الحالية بطريقة منهجية ومدروسة. ليست هذه عاصفة دبلوماسية عابرة، بل سياسة متعمدة ستؤثر على مستقبل العلاقات الإقليمية حتى بعد انتهاء الحرب في غزة".


وفي السياق، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، رفض تل أبيب لأي وجود عسكري تركي في قطاع غزة ضمن أي قوة متعددة الجنسيات محتملة.


في المقابل، أفادت وزارة الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان سيتوجه إلى الولايات المتحدة يوم غدٍ الإثنين لتعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، في زيارة تتزامن مع وصول الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن صباح اليوم الأحد، وهي أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى العاصمة الأميركية منذ عقود.


ووفق صحيفة "هآرتس"، يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللمسات الأخيرة على مبادرة دبلوماسية شاملة تتضمن تفاهمات أمنية بين سوريا وإسرائيل، وانضمام دمشق إلى الإطار العام للاتفاقات الإبراهيمية.


ويرى مراقبون أن تزامن الزيارتين التركية والسورية إلى واشنطن يعكس تشابك المصالح الإقليمية في الملف السوري، إذ تسعى أنقرة إلى تأمين نفوذها في شمال سوريا، فيما تعمل واشنطن على إعادة رسم التوازنات الإقليمية عبر إدماج دمشق في منظومة أمنية ودبلوماسية أوسع.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة