وفي هذا السياق، أوضح المتخصّص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر لـ"ليبانون ديبايت" أنّ تغيّر أنظمة الضغط في المنطقة ساهم في إعادة توجيه مسار المنخفضات الجوية نحو شرق البحر المتوسّط، نتيجة توسّع منخفض البحر الأحمر وضعف نشاط المرتفع شبه المداري، بالتوازي مع انتقال المرتفع الآزوري نحو شمال غرب أوروبا.
وأضاف: "هذا الواقع الجوي سيضع لبنان خلال الأيام المقبلة تحت تأثير ضغط منخفض يقارب 1008 hPa، ما يُمهّد لوصول كتلٍ هوائية رطبة وباردة من مصدر أطلسي، يُتوقَّع أن تكون غزيرة إلى طوفانية أحيانًا في بعض المناطق، ترافقها صواعق، وهبّات رياح نشطة، وحبّات برد. كما يُرجَّح تساقط الثلوج للمرة الأولى هذا الموسم على ارتفاعاتٍ تتراوح حول 2400 متر وما فوق".
وأشار خنيصر إلى أنّ "الرياح ستكون غربية إلى جنوبية غربية، ما يُساعد على تعزيز نسب الهطول، خصوصًا مع مرور التيار النفّاث الأوروبي فوق تركيا وقبرص ولبنان، الأمر الذي يقلّل من احتمالات حصول أيّ "معاكسات" قد تُضعف المنخفض".
أما التأثير العملي للمنخفض، فيبدأ تدريجيًا اعتبارًا من منتصف يوم الخميس، على أن تشتدّ الفعالية بين ليل الجمعة وصباح الأحد، حيث تتساقط أمطارٌ غزيرة متفرّقة، ترافقها عواصف رعدية ورياح قوية وانخفاضٌ في درجات الحرارة، على أن يُقدّم خنيصر تفاصيل أكثر حول ما ينتظر لبنان مع اقتراب وصول المنخفض، من أجل الدقّة في التوقّعات.
وبذلك، يعود المشهد الشتوي إلى الواجهة بعد انتظارٍ طويل، فيما يبقى اللبنانيون أمام ضرورة أخذ الحيطة في المناطق الحسّاسة للسيول، ومراقبة أوضاع الطرقات الجبلية مع تساقط الثلوج على القمم العالية.