في هذا السياق، توقّف المحلّل السياسي قاسم قصير أوّلًا عند الكلام عن وجود أصوات "تبثّ السمّ عبر وسائل الإعلام يوميًا"، وتسعى إلى تشويه صورة لبنان والإضرار بمصالحه الوطنية، معتبرًا أنّ ما قاله الرئيس عون "يعكس واقعًا مقلقًا يتمثّل بوجود شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية تعمل على التحريض ضدّ لبنان، وتسعى إلى تزويد الخارج بمعلومات مغلوطة بهدف دفع الولايات المتحدة أو إسرائيل إلى شنّ حرب على لبنان، أو على الأقلّ لمنع تعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب".
وأشار قصير إلى أنّ هذه الأصوات "تبثّ السمّ عبر الإعلام بشكلٍ يومي في محاولةٍ لتشويه صورة لبنان وتبرير أيّ عدوانٍ محتمل"، لافتًا إلى أنّ "الخطورة ليست فقط في ما يُقال، بل في ما يمكن أن يُبنى عليه من مواقف خارجية معادية".
وبالعودة إلى موقف الرئيس عون القائل إنّ "منطق القوّة لم يعد ينفع"، أوضح قصير أنّ هذا الكلام لا يعني استسلامًا أو تراجعًا عن الثوابت الوطنية، بل هو "تعبير عن رؤيةٍ سياسية تعتبر أنّ الحلول العسكرية لا يمكن أن تؤدّي إلى استقرارٍ دائم".
وأضاف: "المشكلة أنّ خيار المفاوضات نفسه غير واضح، فكلّما دعا لبنان إلى التفاوض أو الانفتاح على حلولٍ سلمية، قابلته إسرائيل بتصعيدٍ وعدوانٍ جديد، ما يجعل أيّ مبادرةٍ سياسية محفوفة بالمخاطر، لذلك المطلوب وضع رؤيةٍ متكاملة وواضحة".
وفي ما يتعلّق بقراءة المرحلة المقبلة، أكّد قصير أنّ "هناك تخوّفًا جدّيًا من تصعيدٍ إسرائيلي"، مشيرًا إلى أنّ "التحذيرات التي نقلها الموفدون الدوليون إلى بيروت مؤخرًا قد تكون مؤشّرًا إلى معطياتٍ أمنية حسّاسة تتطلّب من لبنان الحذر والاستعداد".