اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الخميس 13 تشرين الثاني 2025 - 13:20 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

السر البيولوجي لهتلر: اكتشاف اضطراب نادر يفضح خفايا حياته الجنسية

السر البيولوجي لهتلر: اكتشاف اضطراب نادر يفضح خفايا حياته الجنسية

في تقريرٍ أثار جدلاً واسعاً، كشفت وسائل إعلام بريطانية عن نتائج تحقيقٍ جديد تزعم أنّ فريقاً من الباحثين تمكّن من استخلاص الحمض النووي لأدولف هتلر من بقايا دمٍ عُثر عليها على قطعة قماشٍ مأخوذة من الأريكة التي يُعتقد أنّ الزعيم النازي انتحر عليها في برلين عام 1945. ووفق ما نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية، فإنّ البرنامج الوثائقي بعنوان "Hitler’s DNA: Blueprint of a Dictator" (الحمض النووي لهتلر: المخطط الوراثي لدكتاتور)، المقرر بثّه قريباً في بريطانيا، سيعرض ما وصفه بـ"أكثر الاكتشافات الجينية إثارة للدهشة" في التاريخ الحديث.


وبحسب ما أوردته القناة المنتجة، فقد تمّ تحليل آثار دمٍ قديمة على قطعة من قماش الأريكة داخل الملجأ الذي شهد انتحار هتلر في نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد توصّل العلماء إلى أنّ العيّنة تحتوي على بصمة جينية متطابقة تقريباً مع السمات البيولوجية المسجّلة لهتلر، ليعلن الفريق المشرف على البحث أنّ الدكتاتور النازي كان يعاني من "متلازمة كالمان" (Kallmann Syndrome)، وهي اضطراب وراثي نادر يسبّب تأخّر البلوغ وضعف الخصوبة ونقصاً في الهرمونات الذكرية.


ويشير التقرير إلى أنّ هذه النتيجة قد تفسّر جزئياً الخصائص الجسدية والنفسية الغامضة لهتلر، حيث كشفت التحليلات أن المصاب بالمتلازمة قد يُظهر ميولاً عصبية وانعزالية وتأخّراً في النمو الجنسي. كما ذكر الباحث الرئيسي، عالم الوراثة البريطاني تيم كينغ، أنّ هذه النتائج تُقدّم "لمحة نادرة عن التطوّر النفسي والجنسي لأحد أكثر الشخصيات تأثيراً في القرن العشرين".


ويضيف كينغ، الذي سبق أن شارك في تحليل الحمض النووي لرفات الملك البريطاني ريتشارد الثالث، أنّ الهدف من البحث "ليس تبرير أفعال هتلر، بل محاولة فهم الجوانب البيولوجية التي ربما أثّرت على شخصيته". وأوضح قائلاً: "علم الوراثة لا يمكن أن يبرّر جرائم التاريخ، لكنه قد يقدّم مفاتيح لفهم بعض جوانب السلوك البشري المتطرّف".


وتذكر صحيفة "تايمز" أنّ فريق الباحثين خلص إلى أن احتمال إصابة هتلر بما يُعرف بـ"الميكروبنيس" (Micropenis) كان بنسبة 1 إلى 10، وهو ما يعني أنّ المتلازمة ربما أثّرت على حياته الجنسية وسلوكه الاجتماعي. ووفق الوثائق الطبية السابقة، كان هتلر يعاني من "كريبتورخيديسم"، أي عدم نزول إحدى الخصيتين إلى مكانها الطبيعي، وهو ما أُشير إليه في تقارير أطباء عالجوه في ثلاثينيات القرن الماضي.


وتتناول الوثائقي أيضًا تحليل الشائعات التاريخية التي تحدّثت عن أصولٍ يهودية لهتلر أو إصابته بالفصام العقلي، حيث يؤكد الخبراء أنّ نتائج الحمض النووي تنفي تلك الادعاءات بالكامل، وتدحض الروايات القديمة التي استُخدمت لأغراض سياسية بعد الحرب.


أما المؤرخ البريطاني أليكس جاي كاي، الأستاذ في جامعة بوتسدام الألمانية، فرأى أنّ هذا الاضطراب المزعوم قد يفسّر الانغماس التام لهتلر في السياسة وغياب حياته الشخصية، إذ قال: "بينما كان كبار النازيين يعيشون حياة عائلية وزوجية طبيعية، بقي هتلر استثناءً، متفرغًا بالكامل لمشروعه السياسي المهووس بالسلطة".


ورغم الضجة التي أحدثتها النتائج، أكّد علماء آخرون أنّ تحليل الحمض النووي لا يمكن أن يقدّم تفسيرًا حاسمًا لتصرّفات شخصٍ مثل هتلر، وأنّ الربط بين الجينات والسلوك الإجرامي يبقى مسألة مثيرة للجدل علمياً وأخلاقياً.


ويختم البرنامج التسجيلي الذي تنتجه هيئة بثّ بريطانية معروفة، بالإشارة إلى أنّه "حتى لو كان هتلر يحمل جينات غير مألوفة، فإنّ التاريخ لا يُكتب بالحمض النووي، بل بالأفعال والقرارات التي تُتّخذ في وعيٍ كامل".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة