كشفت وزارة الثقافة السورية، امس، المواصفات التفصيلية لستة تماثيل مفقودة من المتحف الوطني في وسط العاصمة دمشق، بهدف تسهيل عملية التعقّب والمساعدة في استعادتها.
وقدّمت الوزارة في بيانها "وصفًا دقيقًا للتماثيل الستة من نوع فينوس، المصنوعة من الرخام والمرمر والجص، وكانت محفوظة في قاعات المتحف"، وفقًا لما نقلته وكالة "سانا". وبحسب البيان، تضمنت التماثيل "فينوس رخامية مُرمَّمة ومكسورة عند الأقدام، وأخرى من المرمر بحالة ناقصة، إضافة إلى تمثال جَصي لامرأة واقفة يُعد نموذجًا من فنون النحت الأنثوي في العصور الكلاسيكية".
ودعت الوزارة جميع الجهات الرسمية والأفراد داخل سوريا وخارجها إلى "التعاون وتقديم أي معلومات قد تُسهم في تحديد أماكن وجود القطع أو استعادتها"، مؤكدة أن "حماية التراث السوري مسؤولية وطنية وجماعية".
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف قد أعلنت، الاثنين الماضي، أنها باشرت بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة فتح تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات فقدان عدد من المعروضات من داخل المتحف الوطني بدمشق.
وتعرّض المتحف مساء الاثنين لعملية سرقة، حيث أكّد قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، فتح تحقيق في الحادثة التي طالت عدة تماثيل أثرية ومقتنيات نادرة. وفي وقت سابق، نقلت وكالة أنباء أميركية عن مسؤولين قولهم إن لصوصًا اقتحموا المتحف ليل الأحد وسرقوا ستة تماثيل رخامية تعود إلى العصر الروماني، قبل أن يُكتشف الأمر صباح الاثنين إثر العثور على باب قسم الآثار الكلاسيكية محطّمًا.
ويُعدّ المتحف الوطني في دمشق من أبرز المتاحف العربية، وأحد أهم الوجهات الثقافية في سوريا، نظرًا لغنى معروضاته التي تغطي آلاف السنين من تاريخ البلاد. كما يشكّل بحدائقه وأقسامه المتعددة مجموعة متاحف داخل متحف واحد، ويضم أهم الآثار السورية المكتشفة في القرن العشرين، ما يجعله مرجعًا توثيقيًا وتاريخيًا وحضاريًا مهمًا على مستوى المنطقة والعالم.