المحلية

ليبانون ديبايت
السبت 15 تشرين الثاني 2025 - 10:44 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

من الشحّ إلى الفيضانات… بيروت تغرق وفيديوهات المواطنين توثق الفوضى!

من الشحّ إلى الفيضانات… بيروت تغرق وفيديوهات المواطنين توثق الفوضى!

"ليبانون ديبايت"

لم تستغرق الأمطار التي هطلت ليل أمس سوى ساعات قليلة قبل أن تكشف مجددًا هشاشة البنى التحتية في العاصمة بيروت وبعض ضواحيها.

فبعد شح طويل في المتساقطات خلال الأسابيع الماضية، هطلت أمطار غزيرة كانت كفيلة بإغراق طرقات عدة وإقفال شوارع أساسية، في مشهد يبدو كأنه أصبح فصلًا سنويًا يعيد نفسه كل شتاء بلا أي إجراءات وقائية.


عين المريسة والرحاب… طرقات تتحوّل إلى بحيرات


تحوّلت مناطق مثل عين المريسة والرحاب إلى ما يشبه بحيرات كبيرة من المياه، وسط عجز مجاري الصرف الصحي عن استيعاب كميات الأمطار.


وقد وثّقت فيديوهات نشرها المواطنون كيف فاضت الطرقات في عين المريسة بالمياه منذ الساعات الأولى بعد الهطول، ما أدى إلى تعطّل حركة السير واحتجاز عدد من السيارات.


وفي منطقة الرحاب في الضاحية الجنوبية، غمرت المياه الشوارع بشكل لافت، بينما ظهر مقطع مصوّر آخر يُظهر تجمّعًا كبيرًا للمياه داخل نفق الأونيسكو.


كما شهدت مناطق متفرقة من العاصمة بيروت سيولًا وأمطارًا طوفانية تسبّبت بانسداد مجاري الصرف الصحي وتجمّع المياه في نقاط عدّة.


خبير في البنى التحتية: "المشكلة هي الإهمال لا الأمطار"


وفي تعليق على هذه المشاهد، أكد أحد الخبراء البيئيين لـ"ليبانون ديبايت" أن "ليس حدثًا استثنائيًا بل نتيجة طبيعية لإهمال مزمن ولغياب التخطيط وتفادي الحلول الجذرية، ما يجعل أي عاصفة مهما كانت محدودة تتحوّل إلى أزمة".


وأوضح أن "شبكات الصرف في عدد كبير من الأحياء غير محدَّثة، وبعضها غير مصمّم ليتحمل كميات متوسطة من المتساقطات، فضلًا عن غياب أعمال الصيانة الدورية التي يفترض أن تُنفَّذ قبل بدء موسم الأمطار".


الصيانة… أزمة تتكرر كل شتاء


وتطرح هذه المشاهد المتكرّرة، التي تعود مع كل هطول للأمطار، أسئلة جدّية حول غياب أعمال الصيانة الدورية لمجاري الصرف الصحي. فعدم اتخاذ إجراءات بسيطة مثل تنظيف الريغارات وتحديث شبكات الصرف يجعل الأمطار، حتى لو كانت محدودة، سببًا مباشرًا لحدوث فيضانات وتعطّل الطرقات.


من الشحّ إلى الفيضانات: أين الجهوزية؟


ورغم أن هذه الأمطار جاءت بعد فترة طويلة من الشح، إلا أنها كشفت بوضوح غياب الجهوزية وعمق الإهمال في بعض المناطق، حيث لا تزال البنى التحتية مهترئة وغير قادرة على مواجهة أي تداعيات ناجمة عن غزارة الأمطار.


وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ساخرة من المواطنين تنتقد الإهمال من قبل الجهات المعنية والبلديات، مؤكدين أن الأزمة المتكررة في إدارة البنى التحتية أصبحت مصدر سخرية واستياء كبير، وأن الحلول المؤقتة لم تعد كافية.


من هنا، إن تكرار المشهد عامًا بعد عام يفرض على المعنيين تحمّل مسؤولياتهم، والانتقال من المعالجات الظرفية إلى خطط صيانة شاملة تمنع تحويل الأمطار من نعمة طال انتظارها إلى أزمة تتكرر مع كل عاصفة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة