اقليمي ودولي

سبوتنيك
السبت 15 تشرين الثاني 2025 - 16:05 سبوتنيك
سبوتنيك

مشروع أميركي مثير للجدل… غزة بين خط أصفر وواقع أحمر!

مشروع أميركي مثير للجدل… غزة بين خط أصفر وواقع أحمر!

كشفت تقارير بريطانية، استنادًا إلى مصادر مطّلعة، أنّ الولايات المتحدة تدرس خطة مثيرة للجدل تقضي بتقسيم قطاع غزة إلى قسمين: "منطقة خضراء" تخضع لسيطرة إسرائيل وقوات دولية تبدأ فيها مشاريع إعادة الإعمار، و"منطقة حمراء" تبقى على حالها المدمّر، في خطوة تثير تساؤلات حادّة حول مستقبل القطاع ومدى التزام واشنطن بحلّ سياسي شامل.


وبحسب تلك التقارير، فإن وثائق التخطيط العسكري الأميركي — التي اطّلعت عليها الصحيفة والمصادر — تشير إلى أن قوات أجنبية ستنتشر في المرحلة الأولى إلى جانب الجنود الإسرائيليين في شرق غزة، على أن يبقى القطاع مقسوماً عبر "الخط الأصفر" الخاضع لسيطرة إسرائيل.


وتطرح هذه الخطط علامات استفهام كبيرة حول إرادة واشنطن في ترجمة وقف إطلاق النار، المُعلن الشهر الماضي، إلى تسوية دائمة تُعيد الحكم الفلسطيني إلى كامل غزة، وهو التعهّد الذي أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ووفق المعلومات، جرى نقل معظم سكان القطاع إلى ما يُعرف بـ"المنطقة الحمراء"، التي لا توجد أي خطط لإعادة توطينها.


وتنقل صحيفة "الغارديان" عن المخططين الأميركيين أنّ إعادة الإعمار داخل "المنطقة الخضراء" سيكون جزءًا من مسار غير واضح لإعادة توحيد القطاع لاحقًا، من خلال دفع المدنيين تدريجيًا إلى عبور خط السيطرة الإسرائيلي. ونقلت عن مسؤول أميركي قوله:

"مع تحسين الظروف داخل المنطقة الخضراء، سيبدأ النازحون بالتوجه إليها تلقائيًا. سيقول الناس: نريد ذلك، وهكذا تتطور الأمور. لا أحد يتحدث عن فرض ذلك عسكريًا."


لكن المسؤول نفسه أشار إلى أن مجرد طرح مصطلح "منطقة خضراء" يفتح الباب أمام مقارنات حساسة مع التجارب الأميركية في العراق وأفغانستان، حيث تحولت هذه المناطق إلى جيوب محصّنة تنعزل داخلها القوات الغربية عن العنف المحيط بها.


وبحسب "الغارديان"، وضعت القيادة المركزية الأميركية في مطلع تشرين الثاني الجاري خططًا لضم قوات أوروبية — بينها مئات الجنود البريطانيين والفرنسيين والألمان — إلى نواة قوة دولية لحفظ الاستقرار. وتشمل هذه القوة:

1500 جندي مشاة بريطاني متخصصون في نزع الذخائر والطب العسكري

1000 جندي فرنسي لتأمين الطرق والإسناد

دعوة لمشاركة قوات من ألمانيا وهولندا ودول الشمال لتوفير مستشفيات ميدانية ودعم لوجستي واستخباري


إلا أنّ واشنطن — بحسب مسؤول أميركي — لا تتوقع أن يشكّل الأوروبيون النواة الأساسية لهذه القوة.



وتؤكد بيانات الأمم المتحدة أنّ أكثر من 80% من مباني غزة تضررت أو دُمّرت خلال الحرب، بما فيها معظم المدارس والمستشفيات. ورغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل فرض قيود مشددة على دخول المساعدات، وتمنع مواد أساسية كأعمدة الخيام بحجة أنها "مزدوجة الاستخدام".


ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في خيام محرومة من المياه والخدمات، فيما ينتظر نحو 1.5 مليون شخص مساعدات إيواء عاجلة. ويتركّز معظم السكان — أكثر من 2 مليون — داخل "المنطقة الحمراء" التي تغطي أقل من نصف مساحة القطاع.


ويُذكر أنّ ترامب أعلن في 9 تشرين الأول 2025 عن اتفاق بين إسرائيل و"حماس" لتنفيذ المرحلة الأولى من "خطة السلام" التي طرحها في 29 أيلول 2025، وتتضمن 20 بندًا، أبرزها:

وقف فوري لإطلاق النار

الإفراج عن الرهائن خلال 72 ساعة

تشكيل إدارة تكنوقراطية بإشراف دولي يقوده ترامب

استبعاد "حماس" والفصائل الفلسطينية من أي دور في الحكم


وتبقى الخطة الأميركية الجديدة، بتقسيماتها ومراحلها، محطّ جدل واسع حول ما إذا كانت تمهّد لحلّ مستدام… أم لتكريس واقع جديد على الأرض.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة