أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائه وفداً من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزاف القصيفي، أنّ هناك “غزوة تستهدفه شخصياً”، مشبهاً نفسه بـ“الشجرة المثمرة التي تُرشق دائماً بالحجارة”. وأوضح أنّ الحملات التي تُشنّ ضده تأتي من “طرف معروف”، مشدداً على أنه لن يرد عليها.
ولفت بري إلى أنّ قانون الانتخابات النافذ يشهد خلافات معروفة، مشيراً إلى أنّ الدستور ذكر هذا القانون أربع مرات، ولا يمكن الوصول إلى أي تعديل إلا بالتوافق. وأضاف: “حذّرت من رمي كرة النار إلى المجلس النيابي. لا أدري لماذا ألّفت الحكومة لجنتين ولم تلتزم بأي من قراراتهما، ثم رمت الكرة على المجلس. حتى الآن لم أتسلّم أي مشروع من الحكومة، وهناك من يستعجل لأسباب غير محقّة، ويريد مني حل أزمة قانون الانتخابات قبل أن يصلني المشروع”.
وجدّد تأكيده أنّ الانتخابات ستُجرى في موعدها من دون تأجيل أو تمديد.
وفي سياق متصل، قال بري إنّ “البعض يعمل منذ أكثر من 12 سنة على التحريض في الولايات المتحدة لفرض عقوبات ضدي”، مضيفاً: “ماشي الحال!”.
وفي ما يتعلق بالأوضاع في الجنوب، شدّد رئيس المجلس على أنّ “المقاومة لم تُطلِق رصاصة واحدة منذ 11 شهراً بشهادة الجميع، من الأمم المتحدة واليونيفيل والميكانيزم، فيما لبنان نفّذ كل ما يترتب عليه في اتفاق وقف إطلاق النار جنوب الليطاني، حيث انتشر الجيش بأكثر من 9000 جندي”. وسأل: “أين التزام إسرائيل بالبند الأول من الاتفاق؟”. ورأى أنّ “المؤسف هو غياب الموقف اللبناني الموحّد تجاه الاعتداءات الإسرائيلية”.
وأضاف: “أعطوني وحدة… عندها لا خوف على لبنان مهما كانت التحديات”. وعن احتمال شن إسرائيل عدواناً جديداً على لبنان، قال بري: “هل أوقفت إسرائيل عدوانها أصلاً؟ لا أحد يستطيع التنبؤ بنواياها. المطلوب وحدة الموقف اللبناني”.
وحول الانفتاح السعودي والعربي على لبنان، أكد بري أنّ “لبنان بلد كل العرب، ويدنا دائماً ممدودة لهم”، مشيراً إلى أنّ علاقته بالمملكة العربية السعودية “لم تنقطع يوماً”.
ورداً على ما يُقال عن أن حزب الله يعيد بناء قدراته، أشار بري إلى أنّ “من الطبيعي لأي حزب أو تنظيم أن يعيد ترتيب أوضاعه بين فترة وأخرى، ومن حق حزب الله القيام بذلك، خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي”. واعتبر أنّ المزاعم عن “تهريب السلاح بحراً أو براً أو جواً” هي “كاذبة ولا صحة لها”.
وتناول بري ملف الودائع، مشدداً على أنّ “المجلس النيابي أقرّ كل القوانين الإصلاحية، وخصوصاً المالية، باستثناء قانون الفجوة المالية الذي كان يجب أن تنجزه الحكومة في أيلول الماضي”. وأكد موقفه الثابت: “الودائع مقدسة… ولا يمكن أن يمر قانون ينتقص من وديعة أحد”.
ووصف الأزمة الراهنة بأنها “الأخطر التي يواجهها شخصياً، والأخطر في تاريخ لبنان”، مؤكداً أنّ “لا خلاص إلا بالوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة”. وختم بالتشديد على أنه لا يحمل عداوات مع أحد، بل توجد “خصومات سياسية فقط”، مجدداً رفضه “منطق العزل لأي مكوّن سياسي أو روحي”.