صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، بأن الهجوم الإسرائيلي على إيران في حزيران الماضي "كان بمثابة القنابل الأولى التي سقطت على طاولة المفاوضات بين طهران وواشنطن، قبل يومين فقط من انعقاد جولتها السادسة". وقال عراقجي، خلال كلمته في مؤتمر "القانون الدولي تحت الهجوم: العدوان والدفاع" المنعقد في وزارة الخارجية الإيرانية، إن "استهداف الكيان الإسرائيلي لإيران في 13 حزيران 2025، بناءً على أمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شكّل الضربة الأولى لمسار المفاوضات بين الطرفين بعد خمس جولات مكتملة وقبيل الجولة السادسة المقررة في 15 حزيران. لقد كانت الدبلوماسية أول ضحايا حرب الـ12 يوماً".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "تطوير التكنولوجيا النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، حق أصيل وغير قابل للتصرف بالنسبة لإيران"، مشيراً إلى أن طهران لم تخرج يوماً عن هذا المسار، وفق ما نقلته وكالة "تسنيم". وأضاف أن "البرنامج النووي الإيراني يستند إلى الحقوق المضمونة بموجب المادة الرابعة من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأن التطوير السلمي للتكنولوجيا النووية هو حق ثابت للشعب الإيراني لم تتخلَّ عنه البلاد في أي وقت".
وشدد عراقجي على أن "أمن دول المنطقة جزء من أمن إيران، وأن طهران تريد أن تكون الثقة الدائمة أساساً للمرحلة الجديدة في المنطقة".
وفي 13 حزيران 2025، شنّت إسرائيل هجوماً جوياً مفاجئاً تحت اسم "الأسد الصاعد" استهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أبرزها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار العلماء النوويين والقادة العسكريين والمسؤولين الإيرانيين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردّت إيران بعملية صاروخية حملت اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع والقواعد العسكرية في إسرائيل، مؤكدة أن العمليات ستستمر ما دامت الضرورة تقتضي ذلك.
وبرّرت إسرائيل هجماتها بزعم أن إيران بلغت "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم واقتربت من امتلاك سلاح نووي، وهي اتهامات ترفضها طهران التي تؤكد دائماً أن نشاطها النووي مخصص لأغراض سلمية.
كما شنّت الولايات المتحدة هجوماً على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان ليلة 22 حزيران، وقالت واشنطن إن هدف الهجوم كان "تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل كبير". وبعد أيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني الرد عبر استهداف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب.