المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 17 تشرين الثاني 2025 - 07:22 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

اليوم التالي لزيارة البابا... مفاوضات أم حرب؟

اليوم التالي لزيارة البابا... مفاوضات أم حرب؟

"ليبانون ديبايت"- فادي عيد


لا شك أن المفارقات قد بدأت تتراكم في المشهد السياسي الداخلي، بعدما رسم الأسبوع المنصرم معادلات ثلاث عسكرية وسياسية ومالية، من الإعتداءات والتوغّلات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية، واستنفار "اليونيفيل" وتفعيل لجنة "الميكانيزم"، إلى الوفود الديبلوماسية الأميركية والفرنسية، التي ركّزت على عنوانٍ وحيد هو سلاح "حزب الله"، بحيث رهنت أي تقدمٍ في أي مفاوضات أو دعم مالي أو تفاهمات، أو حتى عقوبات وضغوطات إقتصادية، بحصر السلاح بيد الدولة وقطع كل قنوات تمويل الحزب.


قبل أيام معدودة، رفع وفد أميركي رفيع من وزارة الخزانة بطاقةً حمراء بوجه لبنان والحزب، ولم تتوانى موفدة الرئيس إيمانويل ماكرون آن كلير لوجاندر، عن التماهي مع الخطاب الأميركي العالي السقف، بينما رمت المملكة العربية السعودية طوق نجاة للبنان الرسمي المُحاصَر بالأزمات، من دون أن تكون الحلول لها مُتاحة أو ممكنة في المدى الزمني المنظور.


إزاء هذه المعطيات، لا ترى أوساط ديبلوماسية على تماسٍ مع الحراك الغربي في بيروت، أن أي خروج من واقع الأزمات قد يكون ممكناً من دون "التوغّل" في ملف السلاح وتمويل الحزب، إلى نقطةٍ متقدمة، على الأقل بالنسبة لمنطقة جنوب الليطاني، من خلال إعلان رسمي من الحكومة، بإنجاز مهمة حصر السلاح، فيما يبدو واضحاً أن ملف التمويل قد وُضع على نار حامية.


ومن دون هاتين الخطوتين، تتوقع الأوساط الديبلوماسية، الإنزلاق إلى مراوحة سلبية تؤدي إلى استنزاف كل الإنجازات التي تحقّقت منذ انتخاب الرئيس جوزيف عون، ووضع قطار إعادة الإعمار وانتظام عمل المؤسسات على السكة. إلاّ أن الخطورة في أي مراوحة أو السقوط في فخّ الجمود، تبقى في أن تعمد إسرائيل إلى ملء هذا الشغور بالمزيد من الإعتداءات، خصوصاً بعدما باشرت ببناء جدارٍ إسمنتي وتكريس احتلالها لأراضٍ جنوبية.


عند هذا الحدّ، ومع تنامي التهديدات الإسرائيلية، تجد الأوساط الديبلوماسية، في تسلسل الزيارات الرفيعة المستوى في الأسبوعين المقبلين، وأبرزها زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى بيروت، مناسبةً لمواجهة الضغوط "القصوى" التي يتعرّض لها لبنان، ودعماً له بمواجهة أخطار أي حربٍ إسرائيلية يلوّح بها بنيامين نتنياهو، ولا تعارضها واشنطن، على الأقلّ حتى الآن.


لا يمكن استشراف وحسم مستقبل الوضع لجهة الحرب أو عدمها بشكلٍ دقيق، قبل أن يستمع الرؤساء الثلاثة إلى ما سينقله السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى حول توجهات إدارته، الرافضة مبدئياً للحرب، تستدرك الأوساط الديبلوماسية، التي تكشف ل"ليبانون ديبايت"، أن النوايا العدوانية الإسرائيلية ثابتة تجاه لبنان، وأن نتنياهو يستغلّ الغموض في الموقف من المفاوضات عبر لجنة "الميكانيزم"، وقد يلجأ إلى خيار الحرب في غزة لمواجهة المأزق الذي يعيشه، وللتخلّص من ملاحقته بملف الفساد.


وهنا، يبقى السؤال الرئيسي المطروح في بيروت ولم يجب عليه الموفدون، وقد يملك السفير عيسى الجواب المبدئي عليه، وهو يتناول قدرة نتنياهو على التفلّت من ضغط الرئيس دونالد ترامب. وبعد اتضاح هذا الأمر، قد يصبح من الممكن توقّع سيناريو اليوم التالي لزيارة الحبر الأعظم، وما إذا كان هذا السيناريو يحمل مفاوضات غير مباشرة أو حرباً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة