المواطن الذي نجا بأعجوبة أكد أن السيارة أصيبت من الجانب، ما منعّه من التوقف أو التباطؤ، وهو ما ساعده على الإفلات من المجموعة التي كانت تنتظر لحظة توقفه للانقضاض عليه. الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة اعتداءات مماثلة سُجّلت خلال الأشهر الماضية في أكثر من نقطة داخل الضاحية، لا سيّما جسر طريق المطار، الذي بات من أكثر الأماكن عرضة لأسلوب الرشق المفاجئ لإجبار السائق على التوقف.

ظاهرة متكرّرة… والمتّهم واحد: غياب الإنارة والأمن
وفق المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، تُسجَّل حوادث مشابهة في مناطق عدّة داخل الضاحية الجنوبية، حيث تستغل مجموعات مجهولة:
غياب الإنارة في بعض النقاط
غياب الدوريات المنتظمة
السرعة الليلية
وتنفّذ عمليات تهدف إلى إيقاف السيارات بالقوة عبر رشق الزجاج ببيض أو حجارة أو قطع زجاجية صغيرة، ما يؤدي إلى تشويش الرؤية وتوتر السائق، فيتوقف تلقائيًا… وهناك تبدأ عملية السلب.
أسلوب "الرشق" ليس جديدًا
مصادر أمنية حذّرت سابقًا من هذا الأسلوب، الذي يُستخدم عالميًا في عمليات السلب الليلية، ويزداد خطورته حين يُنفّذ في مناطق مظلمة خالية من كاميرات المراقبة.
مع تزايد شهادات المواطنين، أصبح واضحًا أن هذه الظاهرة متكررة في مواقع محددة أبرزها:
جسر طريق المطار
نفق المريجة وبعض الطرقات الداخلية
محيط غاليري سمعان
نقاط مظلمة بعد نفق مار مخايل
الحادثة الأخيرة
الحادثة التي ننشر تفاصيلها حصلت مساء أمس مع أحد المواطنين، ونجا منها بعد أن قرّر عدم التوقف مهما كانت الأضرار. المجموعة التي نصبت الكمين كانت مختبئة في مكان يغيب عنه الضوء كليًا، ما يجعل السائق غير قادر على رؤيتهم قبل فوات الأوان.
تحذير للمواطنين
بناءً على ما سبق، يُنصح المواطنين بـ: عدم التوقف نهائيًا في حال التعرض لأي رشق مفاجئ على الطريق، الاستمرار بالسير مباشرة إلى منطقة مأهولة أو حاجز أمني، إبلاغ القوى الأمنية فورًا عن أي حادث مماثل، القيادة بحذر شديد ليلًا في النقاط المذكورة، مطالبة الأجهزة الأمنية والبلديات بالتدخل.
وإزاء تكرار هذه الحوادث، على الجهات المعنية: تعزيز الإنارة في النقاط السوداء، تكثيف الدوريات الليلية، تركيب كاميرات مراقبة في المواقع التي تشهد تكرار الحوادث، توقيف العصابات التي تتخذ هذه الطرقات مصيدة للسائقين.
الأمن على الطرقات مسؤولية مباشرة، وأي تقصير فيه يفاقم المخاطر ويضع حياة المواطنين في خطر. لم يعد المواطن قادرًا على حماية نفسه، وأصبح التحرك العاجل للجهات المعنية ضرورة ملحّة لوقف التفلت الأمني قبل وقوع حوادث أشدّ خطورة.