اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2025 - 17:51 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

فرنسا أمام تحدٍّ خطير: أيديولوجيا "الإخوان" ترسّخ نفوذها داخل الجالية المسلمة

فرنسا أمام تحدٍّ خطير: أيديولوجيا "الإخوان" ترسّخ نفوذها داخل الجالية المسلمة

كشف استطلاع رأي حصري أجراه معهد "إيفوب" (IFOP) بطلب من مجلة "إكران دي فاي" (ECRAN DE VEILLE) لعام 2025، عن مؤشرات مقلقة تُظهر مدى التغلغل الأيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين داخل الجالية المسلمة في فرنسا، التي يُقدّر عدد أفرادها بنحو 3.8 مليون شخص فوق سن 15 عاماً.


ويأتي هذا التقرير في ظل تصاعد التحديات الأمنية والثقافية، إذ يعكس الاستطلاع – الذي نُفذ عبر الهاتف بين 8 آب و2 أيلول 2025 على عيّنة تمثيلية من 1005 مسلمين – اتساعاً لنزعة "التديّن المغالي" والانفصالية، مدعومة بقاعدة تأييد واسعة للحركات الإسلاموية التي تتحدى الأسس الجمهورية للدولة الفرنسية.


ويُعد النشاط الدعوي والتنظيمي للإخوان المسلمين أحد أبرز عوامل ترسيخ نفوذهم في أوساط المسلمين الفرنسيين، حيث يجد صدى قوياً لدى الجاليات المغاربية والتركية تحديداً.


وبحسب نتائج الاستطلاع، عبّر 24% من المسلمين – أي ما يعادل نحو 912 ألف شخص – عن تعاطف صريح مع الجماعة، ما يشير إلى وجود قاعدة اجتماعية راسخة يمكن توظيفها كأداة تجنيد محتملة، وهو ما سبق أن حذّر منه خبراء في تقارير تناولت "النواة الصلبة" لمنظمة "مسلمي فرنسا"، الواجهة التنظيمية للإخوان، التي تضم مئات الأعضاء النشطين.


ولا يقتصر التأييد على الإخوان وحدهم، بل يمتد ليشمل 33% من المسلمين (نحو 1.2 مليون شخص) ممن يتعاطفون مع حركات إسلاموية رئيسية أخرى، بينها السلفية والجهادية والتيارات التكفيرية. كما يحظى الفكر التكفيري بدعم واضح من 6%، فيما تُعبّر 3% عن تأييد مباشر للتيارات الجهادية.


وبحسب التقرير، تعكس هذه الأرقام تغلغلاً أيديولوجياً يتعارض مع قيم الدولة المدنية، يغذّيه نشاط الإخوان في أكثر من 200 مكان عبادة مرتبط بهم بشكل جزئي أو كامل، وفق تقارير حكومية صادرة في أيار 2025.


يمثّل هذا التوسع تحدّياً مباشراً للعلمانية الفرنسية، إذ تتقاطع الرؤية الإخوانية – القائمة على شعار "الإسلام هو الحل" – مع تصاعد المطالبات بتقديم الشريعة على التشريعات الجمهورية. ويُفضّل 44% من المسلمين (نحو 1.6 مليون شخص) أن تكون أحكام الإسلام مقدّمة على قوانين الجمهورية، وترتفع النسبة إلى 57% بين الشباب دون 25 عاماً، الذين يُعدّون هدفاً مركزياً للدعاية الإخوانية عبر المنصات الرقمية والمساجد.


أما الدعوة إلى تطبيق الشريعة بالكامل في فرنسا، فقد أعلن عنها 15% (نحو 570 ألف شخص)، ما يشير إلى تصاعد نزعة راديكالية تهدّد التماسك الوطني. وفي هذا السياق، سبق لتقرير وزارة الداخلية الفرنسية في أيار 2025 أن حذّر من "تسلل قاعدي" يستهدف الشباب والجاليات المهاجرة.


ويتعمّق النشاط الفكري للجماعات الإسلاموية في تكريس التناقض بين الخطاب الديني والقيم الحديثة، خصوصاً لدى الشباب الذين يُمثلون "الوقود المحتمل" للتجنيد. إذ يرى 65% من المسلمين أن الدين يجب أن يُقدَّم على العلم في حال التعارض – مثل قضايا الخلق – وتصل النسبة إلى 82% بين من هم دون 25 عاماً، وهو ما وصفه التقرير بـ"المعاداة الصادمة للعلم".


كما يفضّل 67% التمسك بالتقليدية أو العودة إليها، مقابل 21% فقط يفضلون "إسلاماً فرنسياً حديثاً" ينسجم مع قيم الجمهورية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة