"ليبانون ديبايت"
يرى الصحافي والكاتب السياسي جورج علم، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن يأتي في ظلّ مناخٍ تصعيدي، سواء من الجانب الإسرائيلي أو من الولايات المتحدة الأميركية، ومن الضروري التذكير بموضوع الجدار الخرساني الذي بدأت إسرائيل تشييده في الجنوب، إضافة إلى ما اعترفت به اليونيفيل لجهة اقتطاع نحو 4000 متر من الأراضي اللبنانية".
ويذكّر بأن "رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان قد اتخذ موقفاً واضحاً عبر تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي تزامناً مع وصول السفير الأميركي الجديد إلى لبنان، إلا أنّ أي ردّ لم يصدر عن المرجعيات الدولية، وفي هذا الإطار، صدر بيان مشترك بين قيادة الجيش وقوات اليونيفيل حول الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك السيادة اللبنانية، سواء عبر الخروقات البرّية في الجنوب أو سلسلة الغارات الجوية".
ويضيف: "يأتي كل ذلك في سياق مناخ ضاغط، خصوصاً بعد ما نُقل عن السفير الأميركي الجديد في لبنان ولا نعلم مدى دقّته أو ما إذا كان مجرّد تحليلبشأن تهديده المسؤولين بالسؤال،ما الذي تنتظرونه للبدء بعملية حصر السلاح، في إشارة إلى ما ورد في خطاب قسام أو في البيان الوزاري".
وعن إمكانية اندلاع حرب جديدة على لبنان جرّاء هذا التصعيد، يرى علم أن "ما يمكن اعتباره حرباً جديدة على لبنان يدخل في الحسابات الأميركية والإسرائيلية، لكن الخطير في الموضوع أنّ الوضع الداخلي بات أكثر تأثيراً، فرغم ثبات حزب الله على خطابه ومواقفه، يقابله خطاب سياسي مختلف يصدر عن أطراف أخرى على الساحة اللبنانية، ما يوحي بأن وحدة الموقف اللبناني أصبحت موضع اهتزاز، وهذا بدوره يشكّل خطراً مباشراً على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، قبل الحديث عن الضغوط أو التهديدات الإسرائيلية والأميركية".
ويتابع: "من هنا يبرز الخطر الأكبر المتمثل في تشتّت الموقف الداخلي، فمواقف حزب الله من جهة، وردود الأطراف اللبنانية الأخرى من جهة ثانية، تعكس عجز الحكومة عن اعتماد مقاربة واحدة أو إنتاج سياسة واضحة تجاه ملف السلاح، في وقت يواصل حزب الله سياساته المعروفة، فيما تتمسّك سائر الأطراف الأخرى بمواقفها المعتادة".