اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025 - 13:06 روسيا اليوم
روسيا اليوم

من مصر إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية… كلاب ضالة تتحول إلى أزمة أمنية خطيرة

من مصر إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية… كلاب ضالة تتحول إلى أزمة أمنية خطيرة

أثار انتشار آلاف الكلاب الضالة القادمة من مصر—كما تصفها وسائل إعلام إسرائيلية—موجة واسعة من الخوف والقلق بين سكان المستوطنات القريبة من الحدود الجنوبية، بعدما اجتازت الحدود عقب تفكيك السياج الحدودي خلال حرب غزة في تشرين الأول 2023.


ووفق تقرير موسّع نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" واصفةً الوضع بأنه "كارثة بيئية وأمنية غير مسبوقة"، فإن قطعان الكلاب التي كانت تعيش في ظروف قاسية داخل غزة، مستفيدة من انهيار الخدمات البيطرية، بدأت بالدخول إلى الأراضي الإسرائيلية عبر ممرات غير مراقبة.


سكان المستوطنات تحدثوا عن حوادث متكرّرة تهدد سلامتهم اليومية: برونييا كرني هاداس من كيبوتس "كيرم ها شالوم" قالت إنها واجهت زمرة تتألف من 6 إلى 7 كلاب أثناء عودتها من نزهة صباحية:"نبحوا، أظهروا أنيابهم، وتقدموا نحوي… لم أعد أخرج بعدها."


في مستوطنة "نتيف هعسرة"، قالت هيلّا بانيلون إن السكان غيّروا طرقهم اليومية بعد حادثة هجوم على رجل قرب شاطئ زكيم: "لقد استحوذوا على منطقتنا… نراهم في الحقول، المستوطنة، وحتى على الشاطئ."



بحسب بلاه ألكسندروف، المديرة العامة لتجمع النقب الغربي (11 سلطة محلية)، فإن الظاهرة تحوّلت من "مشكلة حيوانية" إلى تهديد وجودي للروتين اليومي:

تراجع النشاط الزراعي والسياحي

خوف السكان من التحرك داخل المستوطنة

ارتفاع خطر السعار

خسائر سنوية تقدّر بـ190 مليون شيكل (نحو 50 مليون دولار)


ورغم هذا الحجم من الأضرار، لا يوجد سوى:

4 أطباء بيطريين فقط (نصفهم بدوام جزئي)

6 مفتشين

تدنّي رواتب الأطباء البيطريين إلى 13 ألف شيكل، ما يعيق استقطاب الكفاءات


برغم محدودية الموارد، كشفت جمعية "اسمحوا للحيوانات أن تعيش" عن حالات قتل جماعي للكلاب، أدت إلى استقالة طبيبين ومدير الكلبية. العاملون المتبقّون يعانون من إرهاق نفسي ومهني ونقص في الدعم.


وزارة الزراعة خصّصت 5 ملايين شيكل، لكن الإجراءات البيروقراطية حالت دون تنفيذ الخطط:

وجود متعهّد واحد للاصطياد بتكاليف تفوق الميزانية

المنحة تسمح باصطياد 3 كلاب فقط في حين أن القطعان تضم 10–12 كلباً

انعدام خطة حجر صحي أو كلبية مناسبة

غياب نظام فعّال للتعقيم

اجتماعات حكومية بلا حلول واضحة


في 30 أيلول، عُقد لقاء بين وزارة الزراعة ومسؤولي النقب الغربي. وطالب رئيس بلدية سديروت ألون دافيدي بـ:

منسّق وطني مركزي

ميزانية مخصصة

بناء كلبية


نائبة المدير العام في وزارة الزراعة نتالي برودنر مور اعترفت بأن: "هذه ظاهرة وطنية تتطلب معالجة شاملة." وقالت إن الوزارة تعمل على مسودة قرار حكومي لتوحيد الجهود بين وزارات الداخلية والبيئة والأمن القومي.


في المقابل، أشارت جمعيات الرفق بالحيوان إلى أنّ القتل ليس حلاً، لأنّه لا يقلّل الأعداد بل يزيد التكاثر، مؤكدة أن الحلّ يعتمد على التعقيم وإدارة الموارد.


يقول أهود كوهين، المدير العام لحركة "مستقبل للعُوطف": "السكان يشعرون بأنهم مُهمَلون… بعد سنتين من 7 تشرين الأول، حان الوقت لأن تتحمل الدولة مسؤولياتها."


وزارة الزراعة نفت الاتهامات بالقتل العشوائي، وأعلنت دعمًا إضافيًا بقيمة 10 ملايين شيكل، إلى جانب حملات التطعيم والتوعية، لكنها لم تقدّم حتى الآن خطة تنفيذية واضحة أو جدولاً زمنياً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة