أعلن وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين تشكيل لجنة وطنية بالشراكة بين وزارتي الصحة والتربية لتشخيص حالة الجنف (Scoliosis) في المدارس اللبنانية كافة، متعهّدًا بوضع مسار متكامل يبدأ بالكشف والتشخيص وصولًا إلى العلاج.
وجاء ذلك خلال رعايته حفل إطلاق عيادة الطفل الاجتماعية بدعم من مؤسسة ديان (Fondation Diane) وجمعية ألام سويس (ALAM Suisse) بالشراكة مع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، لإطلاق "البرنامج الأول للكشف المبكر عن الجنف في لبنان" تحت شعار "سندِة ظهرن" (We've got their back)، وذلك في قاعة ناديج وهنري عبجي بحضور شخصيات صحية وتربوية وأكاديمية.
وأكد الوزير ناصر الدين في كلمته أهمية البرنامج الذي تطلقه وزارة الصحة العامة بهدف التشخيص المبكر للأطفال الذين يعانون من الجنف، لافتًا إلى أن هذا المسار يتطلب مراحل متعددة تبدأ بتحديد الفئات المستهدفة وهم التلامذة في المدارس الرسمية والخاصة، ولا سيما الرسمية التي تفتقر إلى الرعاية الصحية المتخصصة. وفي هذا الإطار، أعلن عن إطلاق حملة الكشف على الجنف في المدارس كافة، وتشكيل لجنة وطنية بالشراكة بين وزارتي الصحة والتربية لتشخيص حالة الـScoliosis على أن يرأسها البروفسور عصمت غانم.
وأشار وزير الصحة العامة إلى أن برنامج الصحة المدرسية يربط كل مدرسة بمركز رعاية صحية أولية، وأن تشخيص الـScoliosis سيصبح جزءًا من البرامج المعتمدة في هذه المراكز، بحيث يخضع الكادر الطبي لدورات تدريبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لتأمين التشخيص السريري الأولي الصحيح. أما الفحص المتقدّم عبر التصوير الطبي، فسيكون متاحًا من خلال أجهزة الأشعة (X-ray machines)، مع البت قريبًا بمناقصة لتوفير 120 جهازًا تُوزّع على مراكز الرعاية الصحية الأولية في المناطق كافة.
وتعهّد الوزير ناصر الدين بأنه في حال احتاج الطفل لعملية جراحية، ستُعتمد إرشادات دقيقة وواضحة (Strict guidelines) للعمليات المخصصة لمن هم دون الثامنة عشرة. كما أكد أن وزارة الصحة العامة ستؤمّن ابتداءً من العام 2026 التغطية الصحية لهذه العمليات بالشراكة مع المستشفيات الجامعية، من دون أي خسارة في السقوف المالية، بما يضمن الاستفادة القصوى من الشراكات القائمة.
وختم الوزير بأن لبنان قادر على تحقيق الكثير من خلال طاقات شبابه وأطبائه وجامعاته ومستشفياته، مشددًا على أن العمل الصحي يجب أن يتجاوز السياسة والطائفية، تمامًا كما يفعل الأطباء في تعاملهم مع المرضى، داعيًا السياسيين إلى أن يحذوا الحذو نفسه لبناء وطن قادر على إيجاد الحلول لمشكلاته.
وأكد الأب البروفسور سليم دكاش في كلمته أهمية البرنامج الذي تطلقه عيادة الطفل الاجتماعية من ضمن مستشفى أوتيل ديو، لافتًا إلى أن الأطفال المصابين بالجنف قد لا تظهر عليهم العوارض إلا في مراحل متقدّمة تؤثر على مستقبلهم. واعتبر أن إطلاق هذا البرنامج يهدف إلى التدخل المبكر قبل ظهور العوارض وقبل أن يصبح التدخل الجراحي هو الخيار الوحيد، مشددًا على أن الوقاية هي حجر الأساس لصحة الأطفال ونموهم.
وشددت السيدة ديانا فاضل على ضرورة إدراج فحص الكشف المبكر عن الجنف ضمن الفحوص الدورية في المدارس اللبنانية، معلنة إطلاق حملة تهدف إلى فحص 15 ألف تلميذ بين ست وثماني عشرة سنة، وتقديم 2000 صورة شعاعية مجانية في مختبر الجامعة اليسوعية. وأوضحت أنه تم فحص 3700 تلميذ حتى الآن، وتبيّن وجود 380 حالة مشتبه بها تحتاج لتصوير شعاعي.
ودعت الأهل إلى عدم التردد في إجراء صورة الأشعة بجهاز EOS منخفض الإشعاع، مؤكدة أن الكشف المبكر يجنّب الأطفال مخاطر أكبر لاحقًا، كما طالبت الدولة باعتماد سياسة وطنية شاملة للكشف المبكر عن الـScoliosis لما تحققه من صحة أفضل للمواطنين وتخفيف كبير في كلفة الرعاية الصحية.
واستُهل حفل الإطلاق بفيديو للممثلة زينة مكي بصفتها سفيرة لبرنامج الكشف المبكر عن الجنف، وتلت ذلك كلمات لمدير مستشفى أوتيل ديو الدكتور نسيب نصر، ومؤسس ألام سويس شارل شتوفر، وعميد كلية الطب البروفسور إيلي نمر. كما عرض البروفسور عصمت غانم شرحًا تقنيًا حول الجنف وأسبابه وعوارضه وطرق علاجه، إلى جانب سلسلة توصيات موجهة للأهل وإدارات المدارس.