التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، الرجل الذي أعلن بفخر عن نفسه أنّه "أسوأ كابوس لدونالد ترامب"، لكن يبدو أنّه وجد العكس.
وكان الرئيس الجمهوري وعمدة مدينة نيويورك المنتخب زهران ممداني ودودين مع بعضهما البعض، وتحدثا كثيرًا عن أهدافهما المشتركة لمساعدة مسقط رأس ترامب، بدلًا من خلافاتهما القابلة للاشتعال.
وكان ترامب قد وصف ممداني بأنّه "شيوعي ومجنون وأحمق"، بينما وصف ممداني إدارة ترامب بأنّها "استبدادية"، واصفًا نفسه بأنّه "أسوأ كابوس لدونالد ترامب".
لكن ما حدث في البيت الأبيض جاء مخالفًا للتوقعات، حتى إنّ ترامب دافع كثيرًا عن ممداني وأجاب أسئلة محرجة نيابة عنه، ليكسر حلقة العداء التي استمرت بينهما لأشهر.
فعندما سأل أحد المراسلين ممداني عن وصفه ترامب سابقًا بأنّه "فاشي"، منحه ترامب الإذن لاستخدام هذا الوصف بالفعل.
وقال ترامب موجّهًا حديثه لممداني: "لا بأس. يمكنك ببساطة أن تقول نعم. هذا أسهل. أسهل من الشرح".
وبالمثل، عندما أُشير إلى أنّ ممداني وصف ترامب بالطاغية، تطوّع ترامب قائلًا: "وُصفت بأسوأ بكثير من الطاغية".
وعندما سأل أحد المراسلين عن انتقاد ممداني لعمليات الترحيل التي ينفذها ترامب، أشار الرئيس إلى أنّ ذلك لم يكن جزءًا كبيرًا من حديثهما، رغم أنّ عمليات الترحيل كانت على الأرجح الشغل الشاغل لترامب في مدينة نيويورك طوال معظم العام.
وقال ترامب: "هو لا يريد أن يرى جريمة، وأنا لا أريد أن أرى جريمة. لا أشك في أننا سنختلف بشأن هذه القضية".
وقال ترامب إنّه فوجئ باجتماعهما "الرائع"، وقال عن السياسي الاشتراكي الديمقراطي: "أعتقد أنّه سيفاجئ بعض المحافظين في الواقع".
وقال ممداني وترامب إنهما ناقشا معًا الإسكان منخفض التكلفة وأسعار مواد البقالة والمرافق، حيث استغلّ ممداني بشكل ناجح الاستياء الناتج عن التضخم للفوز بالانتخابات، تمامًا كما فعل الرئيس في انتخابات 2024.
وقال ترامب للصحافيين، بينما كان ممداني إلى جانبه في المكتب البيضاوي: "سنساعده على تحقيق حلم الجميع، بأن تكون نيويورك قوية وآمنة جدًا".
وذكر ممداني: "ما أقدّره حقًا بشأن الرئيس هو أنّ الاجتماع الذي أجريناه لم يركّز على مواضيع الخلاف، التي هناك الكثير منها، وركّز أيضًا على الهدف المشترك الذي يجمعنا في خدمة سكان نيويورك".
وقال الرئيس عن ممداني فيما يخصّ التضخم: "بعض أفكاره هي نفس الأفكار التي أتبناها بالفعل".