حزب الله يستنزف إسرائيل والجمود يهدّد بانفجار وشيك

في تقرير موسّع نشره المراسل العسكري عامير بوحبوط عبر موقع "واللا" الإسرائيلي، حذّر من أنّ الوضع الراهن على جبهتَي لبنان وغزة لا يُعدّ حالة استقرار، بل "فخًّا استراتيجيًا" يعمل ضد إسرائيل. ويرى بوحبوط أنّ كل يوم إضافي من الجمود في لبنان يمنح حزب الله فرصة لتعزيز قوّته، تثبيت مواقعه، ورفع كلفة أي عملية عسكرية مستقبلية، ما يجعل الوضع الراهن "خطيراً من الناحية الاستراتيجية" على المدى القريب والمتوسط.

ويشير التقرير إلى أنّ حزب الله يواصل استنزاف إنجازات الجيش الإسرائيلي عبر تعزيز قدراته العسكرية، حيث يُنتج جزءاً من السلاح داخل لبنان بينما يُهرَّب جزء آخر من إيران عبر العراق وسوريا، في ظل غياب أي مسار سياسي يمكن أن يؤدي إلى نزع سلاحه أو إعادة الأمن لسكان شمال إسرائيل. ويرى بوحبوط أنّ الحزب بات قريباً من اتخاذ قرار بالرد على عمليات الاغتيال التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، ما يزيد المخاوف من توسّع المواجهة. ويخلص الكاتب إلى أن استمرار الجمود على الجبهة اللبنانية، في ظل تعاظم قوة الحزب، يرفع ثمن أي مواجهة مقبلة ويمنح خصوم إسرائيل أفضلية ميدانية متصاعدة.

وانطلاقاً من هذه الصورة في الشمال، ينتقل التقرير إلى الوضع في قطاع غزة، الذي يصفه بوحبوط بأنه لا يقل خطورة. ويورد أنّ اجتماعات تقييم الوضع داخل المؤسسة الأمنية كشفت أن قيادة حماس ترفض تفكيك سلاحها ولا تُظهر أي تقدّم في تنفيذ الاتفاق، كما أنها لم تُعد جثامين الإسرائيليين الثلاثة الذين لا تزال تحتفظ بهم، وتصرّ على إخفاء الحقيقة حول مكانهم رغم زعمها أمام الوسطاء أنها تجهل ذلك، في حين تُشكّك جهات أمنية إسرائيلية في هذا الادعاء.

ويضيف بوحبوط أنّ الجناح العسكري للحركة يعيد بناء قدراته، بينما تواصل القيادة السياسية إرسال مجموعات مسلّحة للاحتكاك المباشر بالقوات الإسرائيلية على "الخط الأصفر" بهدف مباغتتها أو إرهاقها ميدانياً، ما يدفع الجيش إلى الرد بقوة على كل خرق، من دون القدرة على تغيير قواعد المواجهة بسبب القيود الحالية. وبحسب التقرير، فإن حادثة وقعت في 22 تشرين الثاني، عبر فيها مسلّح من حماس الخط الأصفر بواسطة جيب على مسار إنساني قبل أن يفتح النار على القوات الإسرائيلية ويُقتل على الفور، تُظهر أن "الميدان لا يزال مشتعلًا".

ويُقرّ التقرير بأنّ إعادة ترميم حماس لقدراتها يُعدّ "استنزافاً خطيراً" للإنجازات التي حققها الجيش خلال الهجوم البري، والتي جاءت بكلفة بشرية مرتفعة، فيما تبقى يد الجيش الإسرائيلي "مقيّدة" بفعل الضغط الأميركي للانتقال إلى "المرحلة الثانية" من الاتفاق، بينما تصرّ إسرائيل على ثلاثة شروط: إعادة الجثامين الثلاثة، نزع سلاح غزة، ونقل السلطة من حماس إلى جهة أخرى. وبما أنّ هذه الشروط تبدو بعيدة التحقيق، يرى مسؤولون أمنيون أن الواقع "متجه نحو الانفجار".

ويخلص تقرير "واللا" إلى أن الجمود على جبهتَي لبنان وغزة يتيح للتنظيمات المسلّحة تحسين مواقعها وتعزيز تحصيناتها ورفع كلفة أي عملية عسكرية مستقبلية تبدو – برأي الكاتب – "شبه حتمية" ما لم يحدث تطوّر مفاجئ. ويؤكد بوحبوط أن إسرائيل لا يمكنها الوقوف مكتوفة اليدين بينما "تتآكل أهداف الحرب" المتمثلة بإزالة تهديد حزب الله في الشمال والقضاء على حماس في الجنوب، معتبراً أن هذا الواقع يعزز الحاجة العملياتية لاستعادة المبادرة وتثبيت الإنجازات، ولو أن ذلك سيأتي "بثمن أعلى".