أكد مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر أنّ بلدات فلاوى والحفير وبوداي شكّلت في المواجهة الأخيرة «نموذجًا حيًّا من مشاهد كربلاء»، لما قدّمته من رجال ونساء وأطفال «جسّدوا قيم الصبر والإيمان والاحتساب».
وقال النمر، خلال حفل تأبيني أقامه حزب الله تكريمًا لشهداء بلدة فلاوى وبحضور حشد واسع من الأهالي والفعاليات، إنّ هذه البلدات «كانت بقعة من كربلاء»، بما حملته من «رجولة ونخوة وإباء»، وبما قدّمه أهلها من حضور متقدّم في كل معارك المقاومة. واعتبر أنها «بلدات لم تبخل يومًا بالتضحيات، وكانت دائمًا في طليعة السباقين إلى ساحات المقاومة، لا منظّرين ولا متفرّجين، بل شركاء كاملين في المواجهة».
وتوقف النمر عند تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن منح الحكومة الإسرائيلية «حق التحرك العسكري في لبنان» بعد المرحلة الثانية من اتفاق غزّة، معتبرًا أنّ المقصود بذلك هو «المقاومة وحزب الله». وشدد من بلدة فلاوى — بلدة الشهداء الـ31 — أن هذه التهديدات «لا ترهب ولا تخيف»، مؤكدًا أن المقاومة بالنسبة لأبناء هذه البيئة خيار لا يتبدل.
وأشار إلى أن «الحفاظ على المقاومة هو وصية الشهداء منذ انطلاقة المسيرة وحتى اليوم»، بدءًا من السيد عباس الموسوي وصولًا إلى السيد حسن نصر الله والقادة الذين قضوا خلال المسيرة، مؤكدًا أن «الدماء الزكية لا تُصان إلا باستمرار المقاومة».
وفي الشق المتعلق بالدولة، دعا النمر الحكومة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها في تحرير الأرض وتثبيت السيادة، سائلاً: «كيف يمكن لدولة أن تدّعي السيادة وأرضها ما تزال محتلة؟». وطالبها باستخدام كل أدوات الضغط لتطبيق القرار 1701 بصورة كاملة، معتبرًا ذلك «واجبًا وطنيًا قبل أن يكون مطلبًا دوليًا».
كما شدد على مسؤولية الدولة في إعادة إعمار المنازل المتضررة جراء الحرب، قائلًا إن أهل هذه المناطق «دافعوا عن لبنان منذ العام 1982 وحتى 27 تشرين الثاني 2024، وقاتلوا من أجل حرية الوطن وكرامته».
وأكد النمر استعداد حزب الله لخوض أي مواجهة إذا قرر العدو شن حرب على لبنان، قائلاً: «لن نستسلم، وسنقاتل بما أوتينا من قوة، وبما نملك من مقدرات. إذا أرادها حربًا فلتكن».
وختم مشددًا على وقوف حزب الله الدائم إلى جانب أهله وبيئته المقاومة «في السراء والضراء»، لأن هذا المجتمع «يعرف قيمة العزّة والكرامة، ويدرك حجم الذل الذي يترتب على الاستسلام». وتوجّه إلى الشهداء بالقول: «لقد قضيتم ما عليكم، وقمتم بواجبكم، وذهبتم إلى ربّ كريم، وليس في كتابنا أي حرف للاستسلام».