المعركة انتقلت… والاحتلال بات داخل الأراضي اللبنانية
الكاتب والمحلّل السياسي قاسم قصير أوضح في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" أنّ التعديل في البيان ليس تفصيلًا لغويًا، بل يعكس واقعًا فرضته التطورات الميدانية والسياسية. فالحزب، بحسب قصير، يعتبر أنه يخوض اليوم مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي دفاعًا عن لبنان.
ويشير قصير إلى أنّ إسرائيل باتت تنفّذ عمليات اغتيال واعتداءات داخل الأراضي اللبنانية، وتحتل مناطق حدودية، وتستهدف مواطنين بشكل مباشر، ما يجعل الحزب يتصرّف على أساس أنّ المعركة لم تعد دعمًا لجبهة خارجية، بل مواجهة مع احتلال يتوسّع في الداخل.
الرد لم يُحسم… وجميع الاحتمالات قائمة
وعلى الرغم من حجم التطوّر وخطورته، يوضح قصير أنّ حزب الله لم يحدّد بعد طبيعة الرد على اغتيال الطبطبائي. فالقيادة تتعامل مع العملية ضمن حسابات أوسع، وتنتظر تبلور المشهد الميداني في الأيام المقبلة.
لكن قصير يحذّر من أنّ استمرار الاغتيالات والاعتداءات الإسرائيلية بلا رادع أو تفاهم يجمّد التصعيد سيقود حتمًا إلى مواجهة واسعة. ويضيف: "المعادلة باتت واضحة… استمرار الاستهداف يعني انفجارًا أكبر لا يريده أحد، لكنه قد يصبح أمرًا واقعًا".
مساعٍ لمنع الحرب… والتصعيد لا يتوقف
ورغم التوتر الشديد، يشير قصير إلى وجود اتصالات ومفاوضات على أكثر من خط — دولي، إقليمي، وداخلي — تهدف إلى منع الحرب الشاملة ومنع انزلاق الأمور إلى مواجهة كبرى. إلا أنّ الجانب الإسرائيلي، بحسب قصير، يواصل رفع مستوى عملياته، ويستمر في استهداف ما يعتبره بنى عسكرية أو أمنية، ما يرفع منسوب التوتر يومًا بعد يوم.
وبحسب معلوماته، يقف لبنان أمام مرحلة حسّاسة ومفتوحة على احتمالات خطيرة. فاستشهاد الطبطبائي ومن معه يرمز بالنسبة للحزب إلى معركة دفاع عن لبنان، في وقت تبدو إسرائيل ماضية في سياسة الاغتيالات وتوسيع بنك الأهداف.
وبين التصعيد الميداني والمساعي الدبلوماسية، يبقى السؤال المركزي: هل ينجح الوسطاء في تجميد الانفجار… أم أنّ المنطقة تتّجه إلى حرب أوسع؟