وتقول مصادر مطّلعة على أجواء الحزب لـ"ليبانون ديبايت" إنّه بمجرد أن يدرس حزب الله خياراته، فلا مجال للتكهنات، لأنّنا في النهاية أمام واقع من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وتصعيد مستمر، وتوقيت يحاول الإسرائيلي جرّ الحزب إليه.
وتشير المصادر إلى أنّ الحزب يدرس جميع الخيارات، وأنّ الموقف الذي عبّر عنه أمس رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ علي دعموش ليس بعيداً عن المسار الذي اعتمده الحزب منذ وقف إطلاق النار، لجهة التأكيد على أنّ الدولة يجب أن تتحمل مسؤولياتها، سواء عبر المسار الدبلوماسي أو أي مسار آخر تختاره.
كما تلفت إلى أنّ المواقف التي عبّر عنها مسؤولو الحزب على الأرض بعد الاستهداف، والتي أكدت أنّ الرد سيكون بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والجيش، تأتي في إطار النهج المعتمد برفع منسوب التنسيق بين الحزب ورؤساء الحكومة والمؤسسة العسكرية.
وترى المصادر أن التصعيد الإسرائيلي يحمل بعداً مرتبطاً بالردّ على المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والتي تنبثق من روحية وقف إطلاق النار، وقد عرضها وفق مسار يبدأ بوقف العدوان ثم انتشار الجيش والانسحاب الإسرائيلي، وصولاً إلى مرحلة التفاوض ودعوة المجتمع الدولي والدول الصديقة لدعم لبنان وإعادة الإعمار. وتشدد المصادر على أن هذه المبادرة لاقت ترحيباً من حزب الله.
أمّا في ما يخصّ توقيت التصعيد الإسرائيلي، فترى المصادر أنه يعيد إلى الأذهان ما حصل عند الاتفاق على هدنة الـ21 يوماً في معركة الإسناد، حيث قام الإسرائيلي بعدها باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في إطار تسعير الحرب والاستمرار في التصعيد. وتعتبر المصادر أنّ التصعيد الإسرائيلي متواصل بالاتجاه نفسه، وبما يخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يصعّد اليوم في لبنان وغداً في غزة، إذ إنّ استمرار الحرب جزء من مصلحته السياسية.
وتؤكد المصادر أنه في حال لم تواجه هذه السياسة بدءاً من لبنان الرسمي ومروراً بكافة الدول العربية، فإنّ تداعياتها ستطال المنطقة بأكملها. وتستشهد بسوريا كنموذج حي، حيث اعتمدت إسرائيل نمطاً عدوانياً واضحاً ضدّ دولة يعيش نظامها مرحلة انهيار، فاستغلّت ذلك لضرب مقدّراتها وعزل مناطقها.
وتشدد المصادر على نقطة إضافية في موضوع الاستهداف في الضاحية، إذ تؤكد أنّ الطبطبائي كان هدفاً دائماً للإسرائيلي، وأنّ العدو استغلّ معلومة حول تحرّكه لأنّ شخصاً مثله خاض معركة "أُولي البأس" يُعتبر هدفاً ثميناً. وتطرح المصادر السؤال: هل اكتشفه الإسرائيلي حديثاً وبادر إلى اغتياله، أم أنّ اختيار التوقيت جاء لحسابات سياسية تستدعي ردّاً من الحزب قد يهدد بانزلاق نحو الحرب؟
وتختم المصادر بالتأكيد أن حزب الله واعٍ لهذه الاعتبارات، ولن يُجرّ إلى حرب أو رد وفق التوقيت الإسرائيلي، فهو وحده من يملك تحديد توقيت الردّ المناسب.