المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 01 كانون الأول 2025 - 17:32 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

في ساحة الشهداء… البابا لاوون الرابع عشر يرفع راية الحوار: لبنان شهادة حيّة للسلام

في ساحة الشهداء… البابا لاوون الرابع عشر يرفع راية الحوار: لبنان شهادة حيّة للسلام

ألقى قداسة البابا لاوون الرابع عشر كلمة مؤثّرة خلال اللقاء المسكوني والحواري في ساحة الشهداء، عبّر في مستهلّها عن تأثّره وامتنانه لوقوفه في هذه "الأرض المباركة" التي مجّدها أنبياء العهد القديم ورأوا في أرزها رمزًا للنفس البارة التي تزهر تحت رعاية السماء. وأكد أنّ صدى الكلمة (Logos) لم ينطفئ في لبنان يومًا، بل استمرّ جيلاً بعد جيل يدعو القلوب إلى الله الحيّ.


وتوقّف البابا عند الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" الذي وقّعه البابا بندكتس السادس عشر في بيروت عام ٢٠١٢، مشددًا على أنّ طبيعة الكنيسة ودعوتها تقتضيان فتح الحوار مع مختلف الديانات، على أساس روابط روحية وتاريخية تجمع المسيحيين باليهود والمسلمين، وأنّ هذا الحوار يستند أوّلًا إلى أسس لاهوتية مرتبطة بالإيمان لا إلى اعتبارات سياسية أو اجتماعية.


وقال إنّ اجتماع القيادات الروحية في مكان "تتعانق فيه المآذن وأجراس الكنائس" يعكس إيمان هذه الأرض الراسخ وإخلاص شعبها لله الواحد. وأضاف أنّ العالم ينظر منذ سنوات إلى الشرق الأوسط، مهد الديانات الإبراهيمية، حيث تتلاقى المسيرة الشاقة نحو السلام مع صراعات متجدّدة تثير القلق والإحباط. ومع ذلك، أكد أنّ الرجاء يبقى ممكنًا عندما نركّز على ما يجمع البشر: إنسانيتهم المشتركة، الإيمان بالله، والمحبة والرحمة.


وأشار إلى أنّ الشعب اللبناني، بتنوّع دياناته، يقدّم شهادة قوية على أنّ الخوف وانعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست الكلمة الأخيرة، وأنّ الوحدة والشركة والمصالحة والسلام قيم قابلة للتحقق. وقال إنّ تاريخ هذه الأرض الحبيبة يؤكد قدرة المسيحيين والمسلمين والدروز وغيرهم على العيش معًا وبناء وطن واحد يقوم على الاحترام والحوار.


وتناول البابا وثيقة "في عصرنا – Nostra aetate" الصادرة عن المجمع الفاتيكاني الثاني قبل ستين عامًا، والتي فتحت أفقًا جديدًا للقاء والاحترام المتبادل بين الكاثوليك والديانات الأخرى، مؤكدًا أنّ الحوار الحقيقي والتفاهم الصادق متجذّران في المحبة، الأساس الجوهري للسلام والعدل والمصالحة.


وشدّد على أنّ الحوار بين الأديان يستمدّ إلهامه من المحبة الإلهية، وأنه يجب أن يشمل أصحاب النوايا الحسنة ويرفض التحيّز والاضطهاد، ويؤكد مساواة كرامة كل إنسان. واستعاد من الأناجيل رواية زيارة يسوع لمنطقة المدن العشر وصور وصيدا ولقائه المرأة السورية الفينيقية، التي تخطّى إيمانها ومثابرتها كل الحواجز، معتبرًا أنّ هذا اللقاء يجسّد جوهر الحوار: اكتشاف حضور الله الذي يتجاوز كل الحدود.


وتوقّف البابا عند رمزية الزيتون في التراث اللبناني، المشترك بين المسيحية واليهودية والإسلام، معتبرًا إياه رمزًا خالدًا للمصالحة والسلام. وقال: "إنّ الزيت المتدفق من هذه الشجرة بلسمٌ يشفي جراح الجسد والروح، ويُظهر رحمة الله اللامحدودة، فيما يرمز زيت النور إلى ضرورة إنارة القلوب بالإيمان والمحبة والتواضع".


وأضاف, كما تمتد جذور الأرز والزيتون عميقًا، هكذا ينتشر اللبنانيون في العالم، لكنهم يبقون متّحدين بقوّة وطنهم وتراثهم العريق.


وتابع, إنّ حضور اللبنانيين في العالم يعكس إرثًا يمتدّ لآلاف السنين، وهو في الوقت ذاته دعوة ومسؤولية, وفي عالم مترابط، اللبنانيون مدعوون إلى أن يكونوا بناة سلام، يواجهون عدم التسامح، ويتغلبون على العنف، ويرفضون الإقصاء.


وأشار إلى أنّ الخامس والعشرين من آذار/آذار، عيد البشارة، هو عيد وطني يحتفل به اللبنانيون ويكرّمون خلاله مريم سيّدة لبنان، في مزارها في حريصا، حيث يقف تمثالها المهيب بذراعين مفتوحتين لتعانق الشعب اللبناني بأسره.


وختم البابا كلمته بدعوة إلى أن يكون هذا "العناق الوالدي من مريم العذراء، أم يسوع وملكة السلام"، هدية لكل فرد، حتى تفيض في القلوب عطية المصالحة والعيش السلمي في لبنان والشرق الأوسط والعالم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة