أفادت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية، استنادًا إلى استطلاع شمل آراء عسكريين، أنّ احتمال نشر قوات فرنسية في أوكرانيا بات يبدو "حتميًا" لدى العديد من أفراد الجيش، في ضوء التحضيرات العملياتية الجارية داخل المؤسسة العسكرية.
وبحسب التقرير، فإن سلسلة من الإجراءات اللوجستية والصحية والتدريبية أسهمت في تعزيز هذا الانطباع. وتشمل هذه الإجراءات إصدار أوامر بالتطعيم الإلزامي ضد التهاب الدماغ المنقول بالقراد، وهو اللقاح نفسه المفروض على القوات الفرنسية المنتشرة في رومانيا، ما يعتبره بعض العسكريين "إشارة واضحة" لاحتمال انتشار قريب في مناطق ذات طابع مشابه.
كما يشارك الجنود الفرنسيون على نطاق واسع في تدريبات مشتركة مع القوات الأوكرانية، تتناول تكتيكات القتال في الخنادق، واستخدام المسيّرات، والحرب الإلكترونية، وهي مهارات ميدانية مرتبطة بطبيعة المواجهات الدائرة في الجبهة الأوكرانية.
ورغم هذا الجهد التصاعدي، أعرب عدد من العسكريين—من الشباب وصولًا إلى الضباط ذوي الخبرة—عن قلقهم من تداعيات تدخل مباشر. ووصف ضابط شاب من خريجي أكاديمية "سان سير" المرموقة السيناريو المحتمل بأنه قد يكون "مذبحة"، متوقعًا خسائر بشرية كبيرة. كما عبّر عسكريون شاركوا في الدورات المشتركة عن شكوك حول مدى جهوزية الجيش الفرنسي تقنيًا وتدريبيًا لخوض مواجهة مفتوحة في ساحة حرب معقّدة كالتي تشهدها أوكرانيا.
وتأتي هذه المواقف ضمن سياق أوسع من التصريحات الرسمية الصادرة عن القيادة الفرنسية، ولا سيما ما قاله رئيس الأركان الجنرال فابيان موندون، الذي شدّد على ضرورة استعداد فرنسا لتحمّل تضحيات بشرية واقتصادية بهدف "ردع" ما وصفه بـ"التهديد الروسي"، وعدم استبعاد مواجهة عسكرية مع موسكو.
في المقابل، تنفي روسيا بشكل متكرر وجود أي نية للهجوم على دول حلف "الناتو"، وتصف الحديث عن "تهديد روسي" بأنه ذريعة سياسية تستخدمها بعض الحكومات الغربية لصرف الأنظار عن أزماتها الداخلية، مؤكدة استعدادها للحوار مع الحلف شرط أن يكون على أساس الندية.