وفي هذا السياق، يوضح الكاتب والمحلّل السياسي علي حمادة لـ"ليبانون ديبايت" أنّ المعلومات تشير إلى أنّ باراك كان موجودًا في العراق خلال الأيام الماضية، حيث التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ونقل إليه رسالة وصفها بالمهمة والخطيرة جدًا على المستوى السياسي العراقي.
وبحسب التسريبات، كشف المبعوث الأميركي أنّ إسرائيل تستعد لعملية وشيكة ضد حزب الله في لبنان، محذرًا الحكومة العراقية من أنّ أي تدخل للميليشيات المرتبطة بإيران أو بالحزب سيُقابل بضربات قاسية داخل العراق، وبدون أي تردد. ويشير حمادة إلى أنّ الرسالة شددت على أنّ واشنطن لن تكون قادرة على إيقاف أو لجم هذه الضربات في حال اتخذت الميليشيات موقفًا تصعيديًا.
ويضيف أنّ ما نُقل عن باراك لا يتعلّق بعمليات محدودة، بل بحملة واسعة تهدف إلى نزع سلاح حزب الله بالكامل. ووفق التقديرات الأميركية التي استندت إليها الرسالة، هناك تحرك إيراني واضح لدعم الحزب عبر العراق، سواء ماليًا أو عسكريًا، مع دور فاعل للميليشيات العراقية في هذا الإطار.
ويشير إلى أنّ هذه المعطيات جاءت متناغمة مع دراسة صادرة عن معهد علمي إسرائيلي مقرّب من دوائر صنع القرار، تعتبر أنّ الجيش اللبناني غير قادر على نزع سلاح حزب الله، وأي محاولة داخلية ستكون غير قابلة للتنفيذ، وهو ما يعكس مناخًا دوليًا متشائمًا تجاه قدرة لبنان على احتواء السلاح خارج إطار المواجهة.
ويتابع حمادة أنّ هذه السيناريوهات تُربط بفترة ما بعد مغادرة البابا لبنان وحتى نهاية العام، نظرًا لأن المنطقة ما تزال في مسار تصعيدي متواصل، وتشير المؤشرات إلى مزيد من التوتر.
أما على الصعيد الداخلي، فيقول حمادة إنّ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يحاول من خلال مبادرتين فتح قناة تفاوض غير مباشرة مع إسرائيل برعاية أميركية، على غرار المسار السوري، لكن هذه الجهود لا تزال من دون آذان صاغية لا في واشنطن ولا في تل أبيب.
ويلفت إلى أنّ الخطاب الرئاسي الأخير تضمن إشارات واضحة إلى العلاقات الإبراهيمية وإمكانية توسيع المسار السلمي مع العرب ومع إسرائيل، إضافة إلى ما سبق أن لمح إليه في خطاب الاستهلال حول الاستعداد للالتحاق بمسارات السلام الإقليمية.
ويختم حمادة بالتأكيد أنّ هذه الإشارات تُفهم في سياق محاولة الرئيس اللبناني إبطاء عجلة الانحدار نحو مواجهة كبيرة يخشاها الجميع، في ظل تسارع التطورات وازدياد الحديث عن مرحلة إقليمية حساسة قد تتبلور قبل نهاية العام.