تستعيد الذاكرة السورية تلك العبارة التي شكّلت شرارة الأحداث في العام 2011، حين خرج الطفل معاوية صياصنة مع عدد من رفاقه في 15 شباط من ذلك العام ليكتبوا على جدران مدرسة الأربعين في درعا البلد عبارة: “أجاك الدور يا دكتور”.
في مقابلة مع "العربية/الحدث"، قال صياصنة، الذي كان يبلغ من العمر 15 عامًا آنذاك، إنّه لم يكن يتوقع أن تقود تلك الكتابة إلى تداعيات واسعة. فقد جرى توقيفه مع عدد من الأطفال من قبل الأجهزة الأمنية، التي كانت بإمرة عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وأوضح أنّه ورفاقه خضعوا لتحقيقات قاسية بهدف معرفة ما إذا كانت هناك جهات تقف خلفهم، مؤكدًا أنّ ما قاموا به كان بدافع التأثر بأحداث الثورة التونسية في ذلك الوقت.
وبعد انقطاع أخبار الأطفال لفترة، توجّه وفد من وجهاء درعا للقاء رستم غزالي، الذي كُلّف حينها بمتابعة الأوضاع، وكان ردّه الذي أثار غضب الأهالي ودفع إلى خروج تظاهرات واسعة للمطالبة بإطلاق سراحهم.
وتأتي هذه الشهادة في وقت أحيت فيه سوريا أمس الإثنين الذكرى السنوية الأولى لسقوط النظام السابق وفرار الأسد إلى موسكو حيث مُنح لجوءًا إنسانيًا، فيما امتلأت الساحات العامة في دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص بعشرات الآلاف الذين احتفلوا بالتغيير السياسي ورفعوا الأعلام وسط إجراءات أمنية مشددة.
كما شهدت العاصمة وعددًا من المدن الأخرى عروضًا عسكرية نظّمتها وزارة الدفاع في المناسبة.