اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 09 كانون الأول 2025 - 16:52 العربية
العربية

تقرير عالمي: 40% من وفيات السرطان مرتبطة بعادات يمكن تفاديها

تقرير عالمي: 40% من وفيات السرطان مرتبطة بعادات يمكن تفاديها

حذّر خبراء صحّة من أنّ العالم مُقبل على زيادة غير مسبوقة في أعداد وفيات السرطان خلال العقود المقبلة، ما لم تُعتمد سياسات وقائية صارمة وتُعزَّز قدرات التشخيص المبكر، وذلك وفق نتائج أحدث دراسة صادرة ضمن مشروع "العبء العالمي للأمراض" الذي يتابع اتجاهات الإصابة والوفيات في أكثر من 200 دولة.


وبحسب تقرير نشره موقع "ScienceAlert" العلمي، أكّد الباحث في مجال الصحة العامة في جامعة ليمريك فيكرام نيرانجان، الذي شارك في إعداد التقرير، أنّه رغم اعتياده التعامل مع قواعد بيانات ضخمة، فإنّ الأرقام "كانت صادمة"، مشيرًا إلى أنّ وراء كل مؤشر "أسرة قد تفقد أحد أفرادها بمرض كان يمكن الوقاية منه أو علاجه في وقت مبكر". وخلال الدراسة، كانت التوقعات الخاصة بجنوب آسيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء "الأكثر قسوة"، بحسب قوله.


ورغم أنّ الأمراض المعدية ومقاومة المضادات الحيوية غالبًا ما تُوصَف بالأزمات الصحيّة العالمية، فإنّ السرطان — كما يوضح الباحثون — يمثّل "أزمة صامتة" تتسع منذ سنوات. فالإصابات باتت ترتفع في جميع مناطق العالم، فيما تسجَّل أكثر الزيادات حدّة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تفتقر إلى البنية الصحيّة الكافية.


ولفترة طويلة، اعتُبر السرطان مرضًا يتركّز في الدول الغنية، إلّا أنّ البيانات الحديثة تكشف انتقال العبء تدريجيًا إلى الدول الفقيرة، حيث تتغيّر أنماط الحياة والبيئة بوتيرة سريعة من دون مواكبتها بتطوير خدمات الفحص والتشخيص والعلاج.


وتشير تقديرات عام 2023 إلى تسجيل 18.5 مليون إصابة جديدة بالسرطان و10.4 مليون وفاة في 204 دول، أي ما يعادل وفاة واحدة من بين كل ست وفيات عالميًا. وأكثر من ثلثي هذه الوفيات سُجلت في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، نتيجة محدودية الوصول إلى الفحص المبكر والعلاج.


وتوضح الدراسة أنّ 41.7% من وفيات السرطان تعود إلى عوامل يمكن تجنبها، أبرزها: التدخين، والكحول، والأنظمة الغذائية غير الصحية، والسمنة، وتلوّث الهواء، والتعرّض لمواد خطرة في أماكن العمل. ويرى الباحثون أنّ ملايين الإصابات يمكن تفاديها سنويًا إذا عزّزت الحكومات سياسات الصحة العامة وقدّمت بيئة تساعد الناس على اتخاذ خيارات صحية.


وبناءً على نماذج تعتمد بيانات تمتدّ لأكثر من ثلاثة عقود، يتوقع التقرير أن يشهد العالم بحلول عام 2050 نحو 30.5 مليون إصابة جديدة و18.6 مليون وفاة سنويًا، وهو ضعف المعدلات الحالية تقريبًا. ويعزو الخبراء هذه الزيادة إلى النمو السكاني وارتفاع متوسط العمر، إضافةً إلى التحولات السريعة في أنماط الحياة والتمدّن وانخفاض جودة الهواء. ويحذّر التقرير من أنّ "هذه الاتجاهات ستستمر ما لم تحدث تدخلات جذرية".


ويؤكد الباحثون أنّ مواجهة هذه الأزمة تتطلب استراتيجيات شاملة، من بينها تعزيز برامج التشخيص المبكر لسرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون التي أثبتت قدرتها على إنقاذ الأرواح، لكنها لا تزال نادرة في كثير من الدول الفقيرة. كما يدعو التقرير إلى تطبيق أكثر صرامة لقوانين مكافحة التبغ، وتحسين جودة الهواء، والحد من السمنة، وتطوير أنظمة الرعاية الصحية عبر تدريب كوادر متخصصة وتوسيع قدرات المختبرات والوصول إلى العلاجات بأسعار مناسبة.


كذلك يشدّد على أهمية وجود قواعد بيانات وطنية لرصد السرطان باعتبارها شرطًا لتقييم السياسات الصحيّة وقياس التقدّم.


ويخلص نيرانجان إلى أنّ الوفاة بالسرطان ليست قدرًا محتومًا، فهذه التوقعات تمثّل "تحذيرًا يمكن للعالم تجنّبه" إذا توفّرت الإرادة السياسية والمجتمعية لتغيير المسار خلال الأعوام الخمسة والعشرين المقبلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة