في بلدة النيرب الريفية المتضرّرة شرق مدينة إدلب، انتشر اسم أحمد الأحمد، المعروف إعلاميًا بـ"بطل سيدني"، بسرعة لافتة، متجاوزًا حدود الجغرافيا، من الداخل السوري إلى بلدان الاغتراب، عبر اتصالات ورسائل أعادت اسمه إلى واجهة النقاش العام.
وقال محمد الأحمد، ابن عم أحمد، في حديث لصحيفة "ذا ناشيونال" قرب منزل العائلة في النيرب: "نحن فخورون بأحمد. غادر القرية وهاجر منذ سنوات، لكنه تصرّف من دون تردد، بعد كل ما عايشه من تجارب قاسية في بلده".
وُلد أحمد الأحمد عام 1981 في بلدة النيرب، ونشأ في بيئة زراعية مترابطة، قبل أن تتعرّض البلدة لاحقًا لقصف مكثّف من قوات موالية للنظام السوري السابق، ما أدى إلى موجات نزوح متتالية وإفراغها تدريجيًا من سكانها.
وخلال سنوات الحرب، تحولت النيرب إلى منطقة تماس، وسُوِّيت مساحات واسعة منها بالأرض، فيما دُمّرت منازل كثيرة وتفرّقت العائلات بين إدلب وتركيا وخارج سوريا.
وقال ابن عمه أحمد الأحمد (33 عامًا): "كان أحمد يعيش معنا. كنا نعود إلى البيت معًا، نلعب معًا، وعشنا أيامًا جميلة".
وهاجر أحمد الأحمد إلى أستراليا قرابة عام 2006 بحثًا عن فرص عمل، في مرحلة سبقت تحوّل إدلب إلى أحد مراكز الاحتجاجات في سوريا. وكحال كثيرين من أبناء الأرياف، حمل معه أمل العودة، إلا أن تدمير منزل عائلته لاحقًا حال دون ذلك، ليبقى المنزل الذي نشأ فيه مهدّمًا حتى اليوم.
من جهته، قال قريبه محمد أحمد الأحمد من إدلب إنه شاهد المقطع المصوّر للحادثة في سيدني، مضيفًا: "هو متزوج ولديه ابنة، ويحمل الجنسية الأسترالية، ويعمل في متجر لبيع الخضار والفواكه".
وأشار إلى أن ما قام به أحمد خلال الحادثة "مثّل مصدر فخر للعائلة"، معتبرًا أن تدخله جاء بدافع إنساني بحت.
بدوره، قال صديقه عبد الرحمن محمد (30 عامًا) إن أحمد الأحمد تصرّف بدافع حماية المدنيين، مؤكدًا أن إنقاذ الأبرياء كان رد فعله الأول، بغضّ النظر عن هوياتهم أو خلفياتهم.
وكان شاطئ بونداي في مدينة سيدني قد شهد هجومًا مسلحًا استهدف تجمعًا خلال احتفالات يهودية، وأسفر عن سقوط 12 قتيلاً وإصابة العشرات. غير أن مشاهد مصوّرة أظهرت أحمد الأحمد وهو ينقضّ على أحد المسلحين وينتزع سلاحه، ما لفت انتباه وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وجرى تداوله على نطاق واسع بوصفه تدخلًا حاسمًا في لحظة حرجة.