اقليمي ودولي

الجزيرة
الأربعاء 17 كانون الأول 2025 - 19:20 الجزيرة
الجزيرة

تقرير "ييل" يفضح "الدعم السريع"… طمس ممنهج لآثار مجازر دارفور

تقرير "ييل" يفضح "الدعم السريع"… طمس ممنهج لآثار مجازر دارفور

أفاد تقرير حديث صادر عن مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة بأن قوات الدعم السريع نفّذت، خلال الأسابيع الماضية، حملة ممنهجة لطمس آثار المجازر الجماعية التي ارتكبتها في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، عقب سيطرتها عليها في 26 تشرين الأول الماضي.


وبحسب التقرير، الصادر أمس الثلاثاء، استهدفت المجازر المدنيين الذين حاولوا الفرار من المدينة ولجؤوا إلى حي "الدرجة الأولى" القريب من وسط الفاشر. وأكّد أنّ قوات الدعم السريع، وبعد تنفيذ المجازر التي أودت بحياة عشرات المدنيين، انخرطت في حملة منظّمة استمرّت لأسابيع لتدمير آثار القتل الجماعي، عبر دفن الرفات البشرية وحرقها ونقلها على نطاق واسع.


وأشار التقرير إلى أنّ هذه الحملة للتخلّص من الجثث وتدميرها ما تزال مستمرّة. ومن خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، حدّد التقرير 150 أثرًا تتطابق مع رفات بشرية في الفاشر ومحيطها، كما وثّق ما لا يقل عن 20 حالة حرق لأجساد.


وأوضح أنّه خلال شهر واحد اختفى نحو 60 من تلك الآثار، في حين ظهرت 8 مناطق حفر قرب مواقع القتل الجماعي لا تتوافق مع ممارسات الدفن المدنية، وقدّر عدد القتلى بعشرات الآلاف. كذلك رصد تغيّر لون الأرض إلى الأحمر في 38 موقعًا، وهو لون يتوافق مع نزيف دموي كثيف، ولاحظ المحلّلون تحوّل هذا اللون بمرور الوقت إلى البني، بما ينسجم علميًا مع عملية تأكسد الدم.


واعتمد تقرير جامعة ييل، المعنون "عمليات القتل الجماعي الممنهجة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والتخلص من الجثث في الفاشر، شمال دارفور، بين 26 تشرين الأول و28 تشرين الثاني 2025"، على صور الأقمار الصناعية، وبيانات المصادر المفتوحة، وتقارير الأخبار المحلية، وبيانات الاستشعار عن بُعد.


وكانت الفاشر تُعدّ آخر معاقل الجيش السوداني في المنطقة، إذ حاصرتها قوات الدعم السريع لأكثر من 18 شهرًا قبل سقوطها في 26 تشرين الأول. ووفق منظمات حقوقية، قتلت قوات الدعم السريع ما لا يقل عن 1500 شخص خلال 48 ساعة عقب سيطرتها على المدينة، في عمليات إعدام جماعي وملاحقة داخل المنازل واستهداف منشآت مدنية وطبية، فيما لا يزال العدد الإجمالي للضحايا غير محدّد.


وطالب تقرير كلية ييل للصحة العامة المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، بضمان الوصول الفوري إلى الفاشر لتقديم المساعدات الإنسانية للناجين وجمع ما تبقّى من أدلّة على عمليات القتل، مشدّدًا على أنّ "عامل الوقت حاسم للغاية، سواء بالنسبة لمن لا يزالون على قيد الحياة أو للأدلّة التي تركها الضحايا".


وفي سياق متصل، اعتبرت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، ماري هيلين فيرني، أنّ الوضع الميداني لا يدعو إلى التفاؤل على المدى القريب، مؤكدةً أنّ المنظمة تعمل على منع تكرار ما حدث في دارفور داخل إقليم كردفان. وأشارت، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إلى أنّ الأمم المتحدة لا تملك حاليًا إمكانية الوصول إلى الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.


وأضافت أنّ الفاشر تحظى باهتمام واسع ومبرّر، لافتةً إلى أنّ الوضع في كردفان بات مثيرًا لقلق بالغ، وأن الجهود تُبذل لمنع تكرار سيناريو دارفور هناك. وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب) منذ أسابيع اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسبّبت في نزوح عشرات الآلاف من السودانيين.


وتسيطر قوات الدعم السريع على جميع مراكز ولايات دارفور الخمس من أصل 18 ولاية في البلاد، في حين يسيطر الجيش السوداني على معظم مناطق الولايات الثلاث عشرة المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم. ومنذ نيسان 2023، تدور مواجهات بين الطرفين على خلفية خلافات حول المرحلة الانتقالية، ما أسفر عن مجاعة ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة