دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة، الخميس، إلى تقديم توضيحات أكثر دقة بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن أن تحصل عليها أوكرانيا، في إطار المحادثات الجارية لإنهاء الحرب مع روسيا، معتبراً أن هذا الملف لا يزال من دون أجوبة حاسمة.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل، إنّ "هناك سؤالاً أساسياً لم أحصل بعد على جواب عنه، وهو المتعلق بمضمون الضمانات الأمنية الشاملة"، مشيراً إلى أنه يريد معرفة ما الذي ستقوم به الولايات المتحدة عملياً إذا ما أقدمت روسيا على شنّ اعتداء جديد في المستقبل.
وفي موازاة ذلك، شدد الرئيس الأوكراني على ضرورة أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً نهائياً بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة قبل نهاية العام، محذّراً من أن فشل القادة الأوروبيين في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن سيضع كييف أمام أزمة مالية حادة.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستواجه نقصاً كبيراً في السيولة اعتباراً من الربع الأول من 2026، في حال تعذّر استخدام هذه الأصول لتمويل احتياجاتها، لافتاً إلى أن هذا الملف بات مرتبطاً بشكل مباشر بقدرة بلاده على الصمود اقتصادياً وسياسياً.
وتأتي هذه المواقف بعد اختتام الولايات المتحدة يومين من المحادثات في برلين مع مفاوضين أوكرانيين وأوروبيين، أعقبتها لقاءات إضافية بين قادة أوروبيين، انتهت بإشارات إيجابية حذرة حول إمكان التوصل إلى اتفاق سلام مستقبلي، من دون حسم القضايا الجوهرية العالقة.
وتركزت هذه المباحثات على مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا بهدف ردع أي تدخل روسي محتمل في المستقبل، وهي نقطة لا تزال، رغم التصريحات الإيجابية، من أبرز نقاط الخلاف في التفاوض مع موسكو، إلى جانب ملف مستقبل منطقة دونباس، حيث تطالب روسيا كييف بالتخلي عن السيطرة عليها كشرط أساسي لإتمام أي اتفاق.
وتستمر الحرب الأوكرانية في فرض ضغوط متزايدة على المسار السياسي، في ظل اختلاف واضح في النظرة بين واشنطن وكييف حيال مفهوم الضمانات، إذ تميل الإدارة الأميركية إلى صيغ غير مباشرة لا ترقى إلى التزامات دفاعية واضحة، بينما تصرّ أوكرانيا على الحصول على ضمانات أميركية وأوروبية صريحة وملزمة، تحول دون تكرار الهجوم الروسي وتشكّل أساساً لأي سلام مستدام.
الـــمــــزيــــــــــد
