اقليمي ودولي

العربية
السبت 20 كانون الأول 2025 - 12:59 العربية
العربية

ملف قسد يدخل مرحلة الحسم... أنقرة تدعم دمشق

ملف قسد يدخل مرحلة الحسم... أنقرة تدعم دمشق

في خضمّ المساعي المتسارعة بين السلطات السورية وقوات سوريا الديمقراطية لمعالجة مسألة دمج هذه القوات ضمن بنية الجيش، جدّدت أنقرة موقفها المتمسّك بضرورة إنجاز هذا الدمج بصورة حاسمة، معتبرة أنّه يشكّل مدخلاً أساسياً لوحدة سوريا وسلامة أراضيها.


وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر، في تصريحات أدلى بها اليوم السبت، إنّه "لا بدّ بشكل قاطع من دمج هذه القوات في الجيش السوري"، مؤكداً أنّ بلاده تتفهّم مقاربة دمشق لملف الدمج باعتباره جزءاً من إعادة بناء الدولة السورية ومؤسساتها العسكرية. وأضاف أنّ "الحكومة السورية ستكون الجهة التي تتقدّم بالمبادرات أولاً"، لافتاً إلى أنّ أنقرة ستدعم أي خطوة تصبّ في هذا الاتجاه.


وفي موازاة ذلك، ذكّر غولر بأنّ تركيا نفّذت منذ عام 2016 عدداً من العمليات العسكرية داخل سوريا ضد قسد، رغم وجود قوات أميركية وروسية على الأرض، ملمّحاً إلى احتمال تنفيذ عمليات إضافية مستقبلاً إذا اقتضت الحاجة. وقال: "في المرحلة المقبلة، إن دعت الحاجة، سنفعل ما يلزم من دون أن نطلب الإذن من أي طرف".


وتأتي هذه التصريحات بعدما أفادت مصادر مطّلعة بأنّ السلطات الرسمية السورية قدّمت مقترحاً إلى قسد يقضي بدمج نحو 50 ألف عنصر ضمن ثلاث فرق في الجيش، وفق آليات تنظيمية جديدة، على أن يتم توزيعهم وإعادة هيكلتهم ضمن ما يُعرف بالجيش السوري الجديد.


وأشارت المصادر إلى أنّ وفداً كردياً سيزور دمشق قريباً لمتابعة المحادثات التقنية والسياسية المرتبطة بهذا الملف.


كما تتزامن هذه التطورات مع اقتراب انتهاء المهلة التي حدّدها اتفاق العاشر من آذار، الموقّع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، والتي تنتهي أواخر العام الحالي، وتنصّ على الاندماج ضمن القوات المسلحة الرسمية، في إطار تسوية أوسع لإعادة توحيد القرار العسكري وإنهاء حالة ازدواجية السلاح في البلاد.


وخلال سنوات النزاع، برزت قسد كقوة عسكرية منظّمة تسيطر على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، مستندة إلى دعم دولي، ولا سيما أميركي، في إطار محاربة تنظيم داعش.


سياسياً، سعت هذه القوات إلى تكريس إدارة ذاتية موسّعة، ما وضعها في مواجهة مباشرة مع دمشق وأنقرة في آن واحد.


وتعتبر تركيا أنّ قسد مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنّف لديها تنظيماً إرهابياً، وترى فيها تهديداً مباشراً لأمنها القومي على الحدود الجنوبية، وقد نفّذت خلال السنوات الماضية عمليات عسكرية متعدّدة داخل سوريا استهدفت مواقعها.


ومع انطلاق مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، عاد طرح دمج قسد في الجيش كخيار أساسي تسعى دمشق إلى فرضه ضمن معادلة دقيقة، تحاول من خلالها الموازنة بين متطلبات السيادة الوطنية، والهواجس الأمنية التركية، ومستقبل الدور الكردي داخل الدولة السورية الموحدة.



تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة