يصل إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم الإثنين، وفد تركي رفيع المستوى في زيارة رسمية تُعد من أبرز محطات التقارب التركي-السوري في المرحلة الأخيرة.
ويضم الوفد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع ياشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، على أن يعقد لقاءات مع الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من المسؤولين السوريين، لبحث آفاق تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
ومن المقرر أن تُختتم الزيارة بعقد مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره السوري أسعد الشيباني.
وأفادت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية بأن الزيارة تأتي في إطار التنسيق الثنائي وفق صيغة “3+3”، التي تجمع كبار مسؤولي وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات في البلدين.
وأشارت المصادر إلى أن العلاقات بين أنقرة ودمشق شهدت خلال العام الماضي زخمًا متزايدًا على مختلف المستويات، منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، معتبرة أن المرحلة الحالية تفتح آفاقًا تعاونية تاريخية، لا سيما في المجالين الأمني والاقتصادي، سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي.
وأضافت أن تركيا تدعم مساعي معالجة آثار الصراع السوري الذي امتد لنحو 15 عامًا، وتعمل في الوقت نفسه على تقييم فرص جديدة للتعاون بما يخدم أمن واستقرار سوريا ويتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين.
وعلى جدول أعمال الزيارة، من المنتظر أن تُقيَّم بشكل شامل مسيرة العلاقات التركية-السورية خلال العام المنصرم في أبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية، إضافة إلى مناقشة التقدم المحقق في اتفاق 10 آذار مع “قوات سوريا الديمقراطية”، والذي يشكل أولوية أساسية للأمن القومي التركي.
كما يُتوقع أن تتناول المباحثات المخاطر الأمنية المستجدة في جنوب سوريا على خلفية الهجمات الإسرائيلية.
وفي إطار المصالح المشتركة، ومشاركة سوريا الأخيرة في “التحالف الدولي” ضد تنظيم “داعش”، ستُبحث سبل تعزيز التعاون لمنع عودة التنظيم، الذي يسعى لاستغلال أي هشاشة محتملة في الساحة السورية.
وإلى جانب الملفات الأمنية، ستشمل المباحثات استعراض المشاريع الثنائية المتعلقة بإعادة إعمار سوريا، وتقييم الجهود المبذولة لدعم مبادرات بناء قدرات الحكومة السورية.
ويشارك في اللقاءات أيضًا نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماظ، الذي يبدأ اليوم الإثنين مهامه سفيرًا لتركيا في دمشق.
الـــمــــزيــــــــــد
