في هذا السياق، يؤكّد رئيس تجمع الشركات اللبنانية والخبير الاقتصادي الدكتور باسم البواب، في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أنه "من المتوقّع أن تتجاوز أسعار الذهب مستوى 5500 دولار، وهو أمر طبيعي في ظلّ التراجع الكبير في قيمة الدولار، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية، ولا سيّما في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بالملف النووي بين اليابان وكوريا الشمالية، إضافة إلى التوتر القائم بين فنزويلا والولايات المتحدة الأميركية، فكل هذه العوامل تدفع المستثمرين إلى الخروج من الأصول التقليدية والتوجّه نحو الذهب، كما هو الحال مع سائر المعادن الثمينة".
أما في ما يتعلّق بالإقبال على شراء الذهب، فيوضح البواب أنه "عادةً ما نشهد، عند ارتفاع أسعاره، عزوفًا شبه كامل عن شرائه لأغراض الزينة، إذ لم يعد هناك إقبال على شراء الأساور أو الأقراط أو السلاسل بهدف التزيّن، بل يقتصر الشراء اليوم على التخزين والادخار. حتى ثقافة تقديم الذهب كهدايا تراجعت بشكل كبير، فلم يعد شائعًا إهداء الليرات الذهبية أو الأونصات أو القطع الذهبية المختلفة، حيث بات الشراء محصورًا بهدف التحوّط".
وفي ما يخصّ التصاميم، يشير إلى أن "الناس لا يزالون يقدّرون الذوق والشكل، إلا أنّ العامل الأساسي في لبنان يبقى فقدان الثقة بالقطاع المصرفي وما رافقه من أزمات، وهو ما يفسّر الإقبال الكبير على الذهب كملاذ آمن. وتشير التقديرات إلى أن ما يقارب مليارًا ومئتي مليون دولار، وقد يصل إلى مليار ونصف دولار سنويًا، يتم تحويلها إلى ذهب وتُخزَّن في المنازل منذ عام 2019 وحتى اليوم، وهو ما يعكس جوهر المشهد الحالي لسوق الذهب".