"ليبانون ديبايت"
قد يكون إجتماع البيت الأبيض بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، الحدث الأبرز الذي يقفل عليه العام الحالي، غير أن مفاعيله ستحكم معادلات العام 2026 المقبل على الصعيدين السياسي والعسكري، في ظل تنامي وتيرة التهديد الإسرائيلي بتصعيد الضربات العسكرية ضد "حزب الله".
ولم يعد خافياً أن نتنياهو يذهب إلى واشنطن حاملاً ملف الحرب الثقيل، كما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة ل"ليبانون ديبايت"، مؤكدةً أنه لن يكون متأكداً من الأجوبة التي سيسمعها على طروحاته التصعيدية ضد لبنان، كما في أكثر من ساحة في المنطقة.
ويأتي هذا الإنطباع لدى المصادر الدبلوماسية، من المساعي اللافتة التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة، من أجل لجم الجبهات التي أشعلها نتنياهو، والضغط في اتجاه الإبقاء على مناخات التصعيد بالتوازي مع الديناميات التفاوضية القائمة، كما هي الحال في لجنة "الميكانيزم"، بعدما تمّ تعيين السفير الأسبق في واشنطن سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني المفاوض.
وعلى الرغم من أن واشنطن حدّدت بوضوح خطوطاً حمراء لنتنياهو في جنوب لبنان أو في الضفة أو في غزة، ومنعته من تجاوزها، لكن المصادر الدبلوماسية تقول إن الرئيس ترامب، وإن كان عارض بقوة كل مشاريع التوسّع الإسرائيلية، فهو ما زال يركّز على أن تتحول الهدنة القائمة في جبهات المنطقة، وعلى الرغم من هشاشتها، إلى استقرار مستدام، من أجل مواصلة تنفيذ هدفه بمنع الحروب في أي منطقة.
وإذا كان مشروع نتنياهو مخالفاً للتوجّه الأميركي، يبقى من غير الواضح ما سيكون عليه الواقع بعد اجتماع 29 الجاري في البيت الأبيض، إذ تتخوّف المصادر الدبلوماسية من "التحريض" الإسرائيلي المستجّد على الجيش اللبناني واتهامه بالتعاون مع "حزب الله"، ما يخفي نوايا مبيّتة ضد الجيش، خصوصاً بعدما ظهر التوجه الأميركي بدعم الجيش في اجتماع باريس الأخير الذي حدّد موعداً رسمياً في شباط المقبل من أجل انعقاد مؤتمر دولي لدعم الجيش في باريس بعد أشهر طويلة من التأجيل.