المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 24 كانون الأول 2025 - 10:13 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"نصلي لتمكين الجيش من حصر السلاح"... الراعي يتحدث عن "البطل الصامت"!



وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة الميلاد لعام 2025 من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، تحت عنوان: "أبشّركم بفرح عظيم، وُلد لكم اليوم المخلّص"، موجّهًا كلمته إلى اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا، في حضور لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات وأعضاء الإكليروس، إلى جانب رئيس الرابطة المارونية المهندس مارون الحلو وأمينها العام المحامي بول يوسف كنعان، ورئيس المجلس العام الماروني ميشال متى على رأس وفد من المجلس.


واستُهلّ اللقاء بصلاة ميلادية مشتركة أعدّها مكتب الرؤساء العامين والإقليميين والرئيسات العامات والإقليميات في لبنان، عبّرت عن روح التجسّد والرجاء، ومهّدت للدخول في المعنى العميق للميلاد كحدث خلاصي يتجاوز كونه ذكرى.


بعد الصلاة، ألقى الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب إلياس سليمان كلمة باسم الرؤساء العامين والرئيسات العامات، قدّم فيها التهاني للبطريرك الراعي، معتبرًا أن المشاركة في لقاء الميلاد في بكركي هي حجّ روحي، لأن الميلاد ذاكرة حيّة تشرك المؤمنين في سرّ المسيح الخلاصي. وأشار إلى أن البشرية لا تجد النور الحقيقي إلا في نور المسيح المتجسّد، مؤكدًا أن المسيح حاضر في المتألمين والمجروحين والمنسيين، وداعيًا المكرّسين إلى محبة جريئة، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب، ونزع السلاح من القلوب قبل أي مكان آخر.


وفي رسالته الميلادية، شدد الراعي على أن ميلاد يسوع المسيح شكّل نقطة تحوّل في التاريخ، إذ دخل الله تاريخ الإنسان لا كقاضٍ بل كطفل وديع، ولا كسيد متسلّط بل كإله متجسّد جاء ليخلّص الإنسان من داخله ومن واقعه المليء بالجراح والفقر والقلق والخوف. وهنّأ الرؤساء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات والحاضرين بمناسبة الميلاد المجيد والسنة الجديدة 2026، مصلّيًا من أجل رهبانيات لبنان، وموجّهًا التهاني إلى أبناء الكنائس في لبنان وبلدان الانتشار وإلى جميع اللبنانيين.


وتوقف الراعي عند زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في أواخر تشرين الثاني وأوائل كانون الأول، معتبرًا أنها زرعت الرجاء وحملت رسالة سلام إلى اللبنانيين. وأشار إلى أنه فور مغادرة البابا، صدرت الموافقة الأميركية والإسرائيلية على بدء المفاوضات الأمنية وتطبيق القرار 1701 وما يتصل به عبر الميكانزم برئاسة السفير سيمون كرم، داعيًا إلى الصلاة لنجاح هذه المفاوضات وإبعاد شبح الحرب، ولتمكين الجيش اللبناني من جمع السلاح غير الشرعي وحصره بيد السلطة وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.


كما تطرّق إلى الوجع الاجتماعي العميق، لافتًا إلى معاناة العائلات في معيشتها وتعليم أولادها واستشفائها، في ظل ضغط اقتصادي ومالي قاسٍ وغياب الإصلاحات. وأكد أن المواطن اللبناني هو من يدفع الثمن، واصفًا إياه بالبطل الصامت والمناضل اليومي والمقاوم بالحياة لا بالشعارات.


وشدد الراعي على أن لبنان بحاجة إلى رؤية وطنية شاملة وإرادة سياسية صادقة تنقله من منطق الترقيع والانتظار إلى منطق البناء والمسؤولية، داعيًا إلى دولة عادلة وقوية تحمي الإنسان. وناشد المسؤولين جعل الإصلاح أولوية فعلية، معتبرًا أن الإصلاحين الاقتصادي والمالي باتا ضرورة وجودية تبدأ بإعادة الثقة، وتنظيم المالية العامة، وحماية أموال الناس، وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي الكريم. كما دعا إلى وضع الإنسان في صلب السياسات العامة، واختيار المصالحة بدل الانقسام، والحوار بدل التعطيل، والمصلحة العامة بدل المصالح الضيقة، لأن الوطن يُبنى بالتلاقي والعمل المشترك.


وفي الشأن التربوي، أكد الراعي أن المدارس الكاثوليكية تشكّل رأس المال التربوي الحقيقي للوطن، وعددها 310 مدارس تضم نحو 200 ألف تلميذ، ثلثهم من غير المسيحيين و15% منهم في التعليم المجاني. وأشار إلى صمود هذه المدارس في وجه الأزمات والحروب، رغم التحديات المصيرية التي تواجهها، ولا سيما الأزمة المالية، وغموض مصير تعويضات المعلمين، وتأخر دفع مستحقات الدولة، ما أدى إلى إقفال عدد من المدارس المجانية وتهديد البلاد بخطر اجتماعي وتربوي.


كما تناول واقع القطاع الاستشفائي، مشيرًا إلى أن المستشفيات الخاصة تشكّل 80% من هذا القطاع، وقد أثبتت قدرتها خلال الأزمات، لكنها لا تزال تعاني من أعباء مالية كبيرة وكلفة تشغيل مرتفعة وتعرفات لا تعكس الكلفة الحقيقية، داعيًا الجهات المعنية إلى التجاوب مع مطالبها المحقة.


وختم الراعي رسالته بالصلاة إلى الطفل الإلهي لإحياء فضيلة الرجاء في القلوب ومنح اللبنانيين نعمة أن يكونوا صانعي سلام، قائلاً: "وُلد المسيح، هللويا". وفي ختام اللقاء، تقبّل التهاني من الحاضرين في أجواء روحية جامعة عكست معنى الميلاد كرسالة حياة ونور للبنان بأسره.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة