المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الخميس 25 كانون الأول 2025 - 11:02 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

الراعي في قداس الميلاد: كفى حروبًا وانقسامات… ولبنان ينتظر فجرًا جديدًا


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الميلاد في الصرح البطريركي في بكركي، بحضور رئيس الجمهورية جوزاف عون وعقيلته السيّدة نعمت عون، إلى جانب شخصيات رسمية وفاعليات سياسية ودينية.


وفي عظة حملت عنوان "أبشّركم بفرح عظيم"، رحّب الراعي برئيس الجمهورية وعقيلته، معتبرًا أن العيد "يكتمل حين يلتقي الإيمان بالمسؤولية، والرجاء بالالتزام، والكنيسة بالوطن". وتوجّه إلى الرئيس عون مهنئًا، متمنيًا أن يكون عيد الميلاد "خير بركة لمسيرتكم في خدمة لبنان، لينعم بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي"، كما وجّه معايدة إلى الحاضرين وإلى من تابعوا القداس عبر وسائل الإعلام، سائلًا أن يفيض الله على الجميع نعمة الميلاد وفرحه وسلامه، لتسود المحبة ورغد العيش معًا.


وتوقّف الراعي عند معنى التجسّد، مشيرًا إلى أن ولادة يسوع المسيح لم تكن حدثًا رمزيًا أو فكرة عابرة، بل تجسّدًا حقيقيًا في التاريخ، إذ وُلد من العذراء مريم وسُجّل في سجل البشر، في عمق يؤكّد أن الله صار واحدًا من البشر ليخلّص الإنسان من الداخل. ولفت إلى أن الكنيسة لا تحتفل بذكرى ماضية، بل بسرّ حيّ ومتجدّد، حيث إن عبارة "اليوم وُلد لكم مخلّص" تعني زمن الله المفتوح الذي يدخل باستمرار إلى حياة البشر.


وأوضح أن الليتورجيا تجعل المؤمنين شهودًا على الميلاد لا متفرّجين عليه، داعيًا إلى عيش زمن السهر والإصغاء والاستعداد، كما فعل الرعاة الذين كانوا أوّل من تلقّى بشرى الميلاد. وأكد أن ميلاد المسيح هو دعوة لأن يولد في حياة الناس وعائلاتهم وفي قلب عالم متعب ينتظر خلاصه.


وانتقل الراعي من المعنى الروحي للميلاد إلى الواقع اللبناني، معتبرًا أن عبارة "وُلد لكم مخلّص" تشكّل نداء حياة لشعب أنهكته الأزمات وينتظر فجرًا جديدًا. وقال إن ميلاد يسوع يمنح الطمأنينة ويرفع الخوف، ويؤكد أن الظلمة ليست قدرًا، لأن الطفل المولود هو "أمير السلام"، وحامل رسالة محبة ومصالحة وبداية جديدة لا يُغلق فيها باب الرجاء.


وأكد أن عيد الميلاد هو يوم البداية الجديدة، ويوم القول "كفى حروبًا، كفى انقسامات، كفى خوفًا على المستقبل"، مشددًا على الإيمان بإمكانية نهوض لبنان وشفائه ليكون وطن السلام. ودعا، بحضور رئيس الجمهورية، إلى صلاة صادقة من أجل أن يشكّل هذا الميلاد انطلاقة مرحلة جديدة تُرمَّم فيها الثقة، وتُستعاد فيها هيبة الدولة، وتُصان فيها المؤسسات، ويُعاد فيها الاعتبار للدستور والقانون والقيم التي قام عليها الوطن.


وأشار إلى أن لبنان لا يُبنى بالكلمات وحدها، بل بالأفعال الشجاعة والقرارات الحكيمة والإرادة الصادقة في خدمة الخير العام، معتبرًا أن رسالة الميلاد تؤكد أن القوة الحقيقية ليست في الصراع بل في المصالحة، ولا في الغلبة بل في اللقاء، ولا في الانقسام بل في الوحدة. ورأى أن لبنان، بتنوّعه وغناه الإنساني، مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى ليكون وطن العيش معًا، لا العيش ضد بعضه البعض، ووطن الشراكة لا الإقصاء، ووطن الرجاء لا الإحباط.


وختم الراعي متمنيًا أن يكون عيد الميلاد هذا العام عيد التزام وطني جديد، وعيد سلام يُزرع في القلوب قبل أن يُعلن في الخطابات، وعيد محبة تتحوّل إلى أفعال، وعيد رجاء يُترجم ببناء الإنسان وحماية الوطن، داعيًا إلى أن يولد لبنان من جديد أكثر عدالة ووحدة ووفاء لرسالته في هذا الشرق والعالم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة