المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الخميس 25 كانون الأول 2025 - 19:39 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

عملية "حرارة الجسد" للعثور على رون أراد… والضابط اللبناني الذي قد يفكّ اللغز كلّه

عملية "حرارة الجسد" للعثور على رون أراد… والضابط اللبناني الذي قد يفكّ اللغز كلّه

أعاد ملف اختفاء الملاح الإسرائيلي رون أراد إلى الواجهة مجددًا، في ظل تقارير إسرائيلية تحدثت عن اختفاء ضابط لبناني سابق يُدعى أحمد شكر في ظروف غامضة، وسط ترجيحات في إسرائيل بإمكان وقوف تل أبيب خلف العملية، في محاولة متأخرة لفك أحد أعقد الألغاز الاستخباراتية في تاريخ الصراع مع لبنان.


وفي مقال تحليلي مطوّل، نشره الصحافي الإسرائيلي رونين برغمان في موقع إسرائيلي بارز، تحت عنوان عملية “حرارة الجسد” للعثور على رون أراد، والضابط اللبناني الذي “اختُطف” وربما يملك مفتاح الحل، طرح الكاتب فرضية لافتة مفادها أن نجاح عملية خطف أحمد شكر، في حال تأكدت، لن يُعد إنجازًا استخباراتيًا بقدر ما سيكون اعترافًا ضمنيًا بفشل استراتيجي استمر قرابة ثلاثة عقود.


وأشار برغمان إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية استثمرت منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي جهودًا هائلة وموارد بشرية ومالية ضخمة لمعرفة مصير رون أراد، انطلاقًا من فرضية مركزية تقول إن الأخير نُقل من لبنان إلى إيران، أو احتُجز لدى جهات مرتبطة بطهران أو بحزب الله. غير أن التطورات المرتبطة باختفاء أحمد شكر قد تعني، وفق المقال، أن هذا الافتراض كان خاطئًا من أساسه.


ولفت الكاتب إلى أن خطف شخص حي من دولة ذات سيادة ونقله سرًا إلى دولة أخرى، عبر البحر أو الجو، من دون انكشاف العملية، يُعد من أعقد العمليات الاستخباراتية الممكنة، خصوصًا إذا كان المستهدف ضابطًا أمنيًا سابقًا يتمتع بخبرة ووعي أمني، وينتمي إلى بيئة شديدة الحساسية مثل البقاع اللبناني.


وبرأي برغمان، فإن اختفاء أحمد شكر، وهو ضابط متقاعد في جهاز الأمن العام اللبناني، يعيد فتح السؤال الذي لم يُحسم منذ عقود: هل أخفقت إسرائيل منذ البداية في تحديد الجهة الحقيقية التي كانت تحتجز رون أراد، وهل طرقت الأبواب الخطأ طوال هذه السنوات؟


وأوضح الكاتب أن اختطاف أحمد شكر، إذا صح، لا يمكن أن يكون قد نُفّذ إلا إذا كانت لدى إسرائيل قناعة بأنه يملك معلومة حاسمة تتعلق بمصير رون أراد، إذ إن المخاطر السياسية والأمنية المترتبة على تنفيذ عملية كهذه داخل لبنان لا يمكن تبريرها من دون هدف استثنائي.


وأضاف أن افتراض امتلاك شكر مفتاح اللغز يعني أن نهاية مسار رون أراد قد تكون أقرب مما كان يُعتقد، وربما في محيط بلدة النبي شيت في البقاع، حيث كان أراد محتجزًا في أيار 1988 قبل أن ينقطع أثره نهائيًا.


وأشار المقال إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية بنت على مدى سنوات ما يشبه “برجًا استخباراتيًا” قائمًا على فرضية النقل إلى إيران، وأن عشرات العمليات السرية، من خطف وتجسس واغتيالات، وحتى حروب، انطلقت من هذه القناعة. إلا أن تراكم الإخفاقات وغياب أي دليل حاسم أدّيا إلى تصدّع هذا البناء.


كما استعرض الكاتب سلسلة عمليات نفذها الموساد حول العالم ضمن عملية “حرارة الجسد”، بهدف الوصول إلى معلومة تقود إلى مصير رون أراد، لافتًا إلى أن أحد كبار قادة هذه العمليات أقر لاحقًا بأن كل ما جُمع من معلومات انتهى إلى لا شيء من دون أي تقدّم فعلي.


وذكّر المقال بأن إسرائيل لجأت لاحقًا إلى خطف شخصيات مرتبطة بإيران أو بحزب الله، من بينها ضابط إيراني سابق خُطف في سوريا عام 2021، في عملية أقرّ بها لاحقًا رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك نفتالي بينيت، على أمل أن يقود التحقيق معه إلى كشف مصير أراد، إلا أن هذه المحاولة أيضًا انتهت من دون نتائج.


وبرأي برغمان، فإن اختفاء أحمد شكر قد يشكّل الحلقة الأخيرة في سلسلة محاولات لكسر “العقيدة الاستخباراتية” التي حكمت التفكير الإسرائيلي لعقود، وقد يثبت في نهاية المطاف أن رون أراد لم يكن في إيران، ولا ورقة تفاوض، بل ضحية جريمة محلية وقعت في لبنان في وقت مبكر، وأن إسرائيل أخطأت في فهم طبيعة البيئة التي كان محتجزًا فيها.


وختم الكاتب بالقول إن السؤال لم يعد فقط أين انتهى رون أراد، بل كيف ستتعامل إسرائيل، سياسيًا وأخلاقيًا، مع احتمال أن تكون قد بنت استراتيجيتها الاستخباراتية لعقود على فرضية خاطئة، وأن يكون أحمد شكر، في حال ثبوت اختفائه على يد إسرائيل، شاهدًا على هذا الفشل بقدر ما هو مفتاح محتمل للحقيقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة