اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الاثنين 29 كانون الأول 2025 - 07:18 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

خلف الأبواب المغلقة… أسرار الاعتراف بأرض الصومال

خلف الأبواب المغلقة…  أسرار الاعتراف بأرض الصومال

على مدى أشهر، عملت إسرائيل وإقليم أرض الصومال خلف الكواليس، تمهيدًا لإعلان تل أبيب اعترافها بالإقليم "دولة ذات سيادة"، في خطوة أحدثت صدمة سياسية وأثارت إدانات واسعة من دول عربية وإسلامية.


ويوم الجمعة، باتت إسرائيل أول دولة تعلن اعترافًا رسميًا بأرض الصومال، التي كانت قد أعلنت انفصالها من جانب واحد عن الصومال عام 1991، من دون أن تنجح منذ ذلك الحين في نيل أي اعتراف دولي أو أممي، وسط تمسك المجتمع الدولي بوحدة الأراضي الصومالية.


وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، جرت اتصالات سرية على مدى شهور بين الطرفين، تولّى إدارتها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بمشاركة جهاز الاستخبارات (الموساد) ومستشار الأمن القومي السابق تساحي هانيغبي، في إطار مسار سياسي وأمني متكامل سبق الإعلان الرسمي، وتخللته زيارات متبادلة لوفود رسمية.


وفي هذا السياق، كشف ساعر مساء السبت أن رئيس إقليم أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله أجرى زيارة سرية إلى إسرائيل خلال الصيف الماضي، حيث التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزيري الخارجية والدفاع، إضافة إلى رئيس جهاز الموساد، في لقاءات وُصفت بأنها مفصلية في مسار الاعتراف.


وأشارت الصحيفة إلى أن هانيغبي ترأس المناقشات النهائية بمشاركة نتنياهو، الذي وافق على الاعتراف الرسمي بالإقليم في تشرين الأول الماضي، موضحة أن الإعلان صيغ بشكل مشترك بين الجانبين، مع انتظار ما وُصف بـ"اللحظة المناسبة" لإخراجه إلى العلن، بناءً على حسابات سياسية وأمنية دقيقة.


وأضافت أن سلطات أرض الصومال طلبت مهلة زمنية للاستعداد، في ظل مخاوف من ردود فعل محتملة، ولا سيما من جماعة الحوثي في اليمن، باعتبارها الجار الشمالي للإقليم، وما قد يرافق ذلك من تصعيد أمني في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.


في المقابل، دان مجلس جامعة الدول العربية، في اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، الخطوة الإسرائيلية، معبرًا عن رفضه الكامل لأي إجراءات تترتب على هذا الاعتراف الذي وصفه بـ"الباطل"، ومعتبرًا أنه يأتي في سياق تسهيل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، فضلًا عن استباحة موانئ شمال الصومال لإقامة قواعد عسكرية.


وعلى الخط نفسه، عقد البرلمان الصومالي جلسة طارئة، قال خلالها رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود إن الاعتراف الإسرائيلي "يرقى إلى مستوى عدوان سافر على سيادة واستقلال وسلامة أراضي ووحدة شعب جمهورية الصومال"، معتبرًا أن ممارسات نتنياهو ومحاولاته لتقسيم الدولة الفدرالية تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتشجع الحركات الانفصالية والجماعات المتشددة.


وحذر شيخ محمود من نقل صراعات الشرق الأوسط إلى الأراضي الصومالية، مشددًا على أن بلاده لن تسمح بوجود قواعد عسكرية تُستخدم لمهاجمة دول أخرى، ومؤكدًا استعداد الصومال للمساهمة في حفظ الاستقرار الإقليمي والدولي، كما شدد أمام البرلمان على أن الصومال ترفض بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني قسرًا من أرضه الشرعية إلى أي مكان، سواء إلى الصومال أو غيره.


وفي سياق متصل، أعلنت جماعة الحوثي تهديدها باستهداف أي وجود إسرائيلي في إقليم أرض الصومال، ردًا على الاعتراف الإسرائيلي به "دولة".


ويُذكر أن إقليم أرض الصومال يتمتع منذ أكثر من ثلاثة عقود بإدارة ذاتية ومؤسسات محلية وقوات أمن خاصة، ويُنظر إليه كأحد أكثر الأقاليم استقرارًا نسبيًا في القرن الإفريقي، إلا أن افتقاره للاعتراف الدولي يجعله قانونيًا جزءًا من الدولة الصومالية، وهو ما يضع أي اعتراف أحادي به في خانة التحدي المباشر للشرعية الدولية ووحدة الدول.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة